الجمعة، 22 يوليو 2016

فلسفة الدعاء

أدعو الله فلا يُستجاب لي:
1- الدعاء له شروط.
2- أنت تتصل بالإله الخطأ.
3- لا وجود للإله من الأصل.
4- هناك إله لكنه لا يسمع ولا يهتم.
أوّلاً: ما هو الدعاء؟ الدعاء هو طلب العبد العوْنَ من الخالق في شأن دنيوي أو أخروي.
ثانيًا: شروط الدعاء، الأخذ بشروط المطلوب بقدر الوُسع والطاقة. والدعاء الفردي أو الجمعي فيه تحفيز ذاتي لتعزيز الشعور الإيجابي، ودفع الشعور السلبي.
فالدعاء= ألفاظ (كلام) + سلوك (عمل)
فمعادلة الاستجابة للدعاء لا تكتمل إلا بشقّيها الكلام والعمل بعلم.
للأسف ننمّق ((كلمات الدعاء)). ولا نُسمّق (الأعمال). لذا لا يُستجاب.
قد يستجاب في حالة الاضطرار للملحد وللمؤمن على حدّ سواء. وقد لا يستجاب، بمعنى أن الاستجابة غير متوقفة على الإيمان، بل متوقفة على قوانين وأسباب، فقد يحصل اللطف، بحيث تتوفر أسباب ضمن قوانين غير متوقعة، لكنها غير خارقة للسنن.
ورد جذر [دعو] في القرآن الكريم في كلمات عددها (211) مع التكرار، و(101) من غير المكرر، وقد جاء هذا الجذر بحسب السياق بعدة معانِ.
الأول: الدعاء بمعنى النداء، مثاله: "لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا". التور: 63.
الثاني: بمعنى طلب الحضور، مثاله: "يَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا". الكهف: 52.
الثالث: بمعنى النسب، مثاله: "أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدًا". مريم: 91. "ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّـهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا". الأحزاب: 5.
الرابع: بمعنى الطلب: مثاله: "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا". البقرة: 61.
الخامس: بمعنى الدعوة إلى فكرة: "وَٱللَّـهُ يَدْعُوٓا۟ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَـٰمِ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ". يونس: 25. "لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ". الرعد: 14.
"وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّـهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ". إبراهيم: 22.
السادس: بمعنى الإيمان: "قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا". الفرقان: 77.
ركّز القرآن الكريم كثيرًا في وصف واقع الناس أثناء إصابتهم بحالة اضطرار، فهم يلجئون إلى الخالق [الله] دون غيره من الآلهة التي يعبدونها، فهو يحاججهم في ذلك، إذ الأصنام والأوثان والآلهة التي يتقرّبون إليها من دون الله لا تنفعهم شيئًا.
على أن استجابة الله تعالى لهم في حالة الاضطرار ليست دائمة ومطّردة بل معلّقة بحسب الأسباب.
"قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ [إِن شَاءَ] وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ". الأنعام: 40-41.
وإذا ما تمّت الاستجابة ورفع حالة الضُّرّ عنهم فيكون هو الذي كشفها دون غيره، "قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَـٰتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ تَدْعُونَهُۥ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَٰـنَا مِنْ هَـٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ * قُلِ ٱللَّـهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ". الأنعام: 63-64.
لذا فإن الناس الذين يعظّمونهم والأصنام التي يتقرّبون إليها لا تنفعهم في كشف الضر عنهم، "إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّـهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا۟ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ". الأعراف: 194. "وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَآ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ". الأعراف: 197.
فإذا كان هؤلاء لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا، فإنهم لا يستحقون التعظيم، فالأوْلى بالدعاء والطلب هو الخالق: "أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ"؟!!. الصافات: 125.
ووصف القرآن حالة المناكدة التي مرّ بها الناس وقت التنزيل: "ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّـهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّـهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ". غافر: 12.
وبعد المحاججة يعمد القرآن الكريم إلى وصف كثير من نفسيات الناس التي تجحد النعمة وتنسى المُنعم في حالة الرخاء، وفي حالة الشدة ترجو الرحمة ورفع الضر: "وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ". يونس: 12. "وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا". الإسراء: 67. "وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا". الإسراء: 11.
والحالة المثالية هي الدعاء في كلا الحالتي الخوف والطمع، بمعنى تحفيز النفس في جلب المنافع ودفع المفاسد: "وَلَا تُفْسِدُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَـٰحِهَا وَٱدْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ". الأعراف: 56.
يسرد القرآن الكريم بعض الأدعية (الطلب) التي استجاب الله لها.
- دعاء إبليس بأن يبقى إلى اليوم المعلوم.
- دعاء إبراهيم أن يجعل البلد آمنًا، وبعث رسول منهم.
- دعاء نوح في إهلاك قومه بعد استنفاد كل الوسائل.
- دعاء موسى في شرح صدره، وحلّ عقدة لسانه، وإرسال هارون معه نبيًا.
دعاء موسى في يغفر له قتل الرجل الذي من عدوه.
- دعاء موسى أن يطمس على فرعون وملئه.
- دعاء زكريا في أن يعطيه الله وريثًا.
- دعاء أيوب مسّه الضر.
- دعاء يونس في الظلمات.
-دعاء لوط أن ينجّيه وأهله.
- دعاء سليمان المغفرة وطلب ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده.
- دعاء يوسف صرف السوء عنه.
-دعاء امرأة فرعون. (لم يذكر في الآية استجابة).
- دعاء محمد: "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا". طه: 114.
"وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَٰتِ ٱلشَّيَـٰطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ". المؤمنون: 97-98. "وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ". المؤمنون: 118. "إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ". الأنفال: 9.
ويعالج القرآن إشكالية النداء باسم الرحمن، وقضية رفع الصوت بالنداء: "قُلِ ادْعُوا اللَّـهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا". الإسراء: 110. وَلِلَّـهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ الأعراف: 180. "ٱدْعُوا۟ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ". الأعراف: 55.
شروط الاستجابة:
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ". البقرة: 186. "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ". غافر: 60.
"يـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱسْتَجِيبُوا۟ لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِۦ وَأَنَّهُۥٓ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ". الأنفال: 24.
وما هي العبادة؟
العبادة هي حالة الانسجام التي يكون فيها المرء موازنًا بين ما ينبغي الموازنة فيه، (الفرد/الجماعة) (المادة/ الروح)، (الدنيا/الآخرة) ويكون فيها المرء مفاصلاً بين ما ينبغي المفاصلة فيها (الحق/الباطل)، (الخير الشر).
"وَٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُوا۟ لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ * وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْىُ هُمْ يَنتَصِرُونَ * وَجَزَٰٓؤُا۟ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُۥ عَلَى ٱللَّـهِ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ * وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِۦ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظْلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبْغُونَ فِى ٱلْأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ". الشورى: 38-42.
في عالم الآخرة:
في عالم الآخرة: "دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّـهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ". يونس: 10.
"إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ". الطور: 28.
بوركتم جميعًا
ولكلّ مجتهدٍ نصيبٌ

علم الله تعالى المسبق والمستقبلي

علم الله تعالى المسبق والمستقبلي
لتقرير مبدأ أو قاعدة ينبغي قراءة واستقصاء كل الموارد ذات العلاقة، لا الوقوف على موارد دون غيرها.
وموضوع علم الله المسبق بحسب القرآن الكريم يُعرف من خلال تتبع الآيات ذات العلاقة، بيْد أن هناك آيات هنّ أمّ القضية: (وهو بكل شيء عليم)، (أحاط بكل شيءٍ علمًا)، (عالم الغيب والشهادة)، (يعلم ما يسرون وما يعلنون)، (يعلم ما تبدون وما تكتمون) (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم). (وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) محمد: 19.
لكن في مواضع قرآنية يظهر بحسب الظاهر أن علم الله تعالى ليس بمسبق:
"وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ". البقرة: 143.
"أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّـهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ". آل عمران: 142.
"إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ". آل عمران: 140.
"وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّـهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا". آل عمران: 166-167.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّـهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّـهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ". المائدة: 94.
"الْآنَ خَفَّفَ اللَّـهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ". الأنفال: 66.
"ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا". الكهف: 12.
"وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ".العنكبوت: 3.
"وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ". العنكبوت: 11.
"وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ".سبأ: 21.
"لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّـهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ". الحديد: 25
"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ". محمد: 31.
فكيف تُفهم هذه الآيات والتي يلاحظ أنها مواضع ابتلاء وفتنة وتمحيص؟
حاول بعض العلماء القول بأن معنى (لنعلم) هي بمعنى لنرى أو لنميّز، وبعضهم قال: لنعلم العلم الذي يستحق به العامل الثواب والعقاب.
والذي أراه أن هذه الآيات العلم فيها راجع إلى المجتمع وإن كان اللفظ أو الضمير عائد إلى [الله]، وقد سبق أن بيّنتُ أن لفظ [الله] يدلّ على المجتمع بحسب السياق، ولا يدلّ على الخالق حصرًا كما هو الفهم السائد. منه قوله تعالى: " مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ". الحديد: 11 فالقرض يكون للمجتمع لا للخالق سبحانه.
ومن الأدلة على علم الله تعالى للحال والمآل، المسبق والمستقبلي قوله تعالى:
"وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ". البقرة: 216.
بوركتم جميعًا
ولكلّ مجتهدٍ نصيبٌ