مفهوم العبادة في القرآن الكريم:
بعد
الجولة الاستقرائية لموارد جذر [عبد] في القرآن الكريم، وما تعلّق بها، من مفاهيم:
الكفر، والشرك، والشكر، تبيّن لنا أن الخالق تعالى في معالجته لوضع الناس الذين
انحرفوا عن مسار الانسجام من موازنة ومفاصلة بين الثنائيات، وأحدثوا الظلم
والاضطهاد، في سبيل تحقيق غاياتهم. قد أرسل تعالى الرسل بمنهج علاجي يراعي
المرحلية في سبيل التصدّي لهذا الانحراف والتعدّي، فرفضَ تسوية المخلوق بالخالق
فضلاً عن تفضيل المخلوق على الخالق، أو إنكاره وجحوده، وقصد لهذا التأكيد على
إعطاء كل ذي حقه حقّه، وهذا قمّة العدالة التي من أجلها أُرسلت الرسل وأنُزلت
الكتب.
وقد
سلك الخالق تعالى خطة في سبيل بيان منهجه من ذكر أسباب استحقاقه للعبادة، في مقابل
عدم استحقاقها لغيره، في جدليته مع الوثنيين ومع أهل الكتاب فيما يخصّ المسيح عيسى
عليه السلام، وتطرّق إلى مؤسسة الرق وعلاجها، أخيرًا قام القرآن الكريم على مبدأ
الحرية مع تحمّل مسئولية الاختيار، وأرجى الحكم بين الناس إلى يوم القيامة.
ما
الذي حصل في غياب قراءة استقرائية كلية؟
1- التركيز على الشعائر والطقوس، علمًا بأنها مرحلة
من مراحل المنهج، ووسيلة لتبيان مبدأ إعطاء كل ذي حق حقه.
2- تخفيض صورة الخالق تعالى، وكأنه محتاج إلى صلاة
أو حج أو شعائر. علمًا بأنه صرّح أنه غني عن العالمين.
3- التركيز على الطقوس والشعائر أكثر بمراحل من
القيّم والمقاصد الكلية وعلى رأسها العدل.
4- تعجيل الحكم بين الناس إلى عالم الدنيا على خلاف
القرآن الذي أرجاه إلى يوم القيامة.
5- معظم الناس تخضع لسنن وقوانين الأشرار. حيث
الاضطراب والفوضى والظلم.
بوركتم
جميعًا
ولكلّ
مجتهدٍ نصيبٌ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق