الأربعاء، 28 أبريل 2021


مناجاة في شروط النجاة:

أنبياء ورسل: إبراهيم موسى وهارون وداود وسليمان والمسيح.

الكتب: صحف إبراهيم، وتوراه موسى، وزبور داود، وإنجيل المسيح.

الكتاب: الجزء المشترك الثابت لكلّ النبيين.

اليهود، الذين هادوا، النصارى، الذين قَالوا إنا نصارى، الصابئون. المجوس، المشركون/الذين أشركوا، 

المؤمنون/الذين آمنوا، المسلمون/الذين أسلموا، الأحبار، الرهبان، الربانيون.

في زمن النبوة:

اليهود فرق، والنصارى فرق.

العزير ابن الله بالمعنى المادي.

المسيح ابن الله بالمعنى المادي.

ثلاثة، الله هو المسيح ابن مريم. ثلاثة.

خلاف بين اليهود والنصارى. وهم يتلون الكتاب.

اليهود والنصارى في المكان. (الجزيرة العربية).

نَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ". المائدة: 44.

"وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ". المائدة: 46.

عدم التعميم.

"لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ‎".  آل عِمران:113.

"وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ". البقَرة:78.

"فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ". البقَرة:79.

"أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ". البقَرة:75.

"وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ". آل عِمران: 78.

"مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا". النساء:46.

"فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ‎". المائدة:13.

"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ". المائدة: 15.

"يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ". المائدة: 41.


"وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ‎* لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ * وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ". المائدة: 62-64.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ‎". التوبة: 34.

"وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ". الأنعام: 93.

"لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ‎* تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ‎* وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ". المائدة: 78-81.

التحقيق: في المكان وفي الكتاب. هل اليهود في الجزيرة هم يهود حقيقيون، وهل التوراة موجودة كلها بين أيديهم؟ 

المفهوم: 

الكفر:

الرفض بعد البيان وإقامة الحجة:

الإيجابي:

"قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ". الممتحنة: 4.

السلبي:

"مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ". البقَرة: 105. 

"هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ". الحشر: 1.

"لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ‎". الْبَيِّنَةُ: 1.

"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ". الْبَيِّنَةُ: 6.

الكتاب:

"وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ". المائدة: 48.

"إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ". النمل: 64.

"الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" . القَصص: 52-54‎.

"وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ". البقَرة: 48.

"وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ *‏ وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ‎* فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ". المائدة: 83-86.

"فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ *رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ‎". آل عِمران: 52-53.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا". النساء: 47.

الواقع:

اليهود لا يؤمنون بالمسيح ولا بمحمد. من نسل داود، معجزات مادية.

النصارى لا يؤمنون بمحمد. المسيح هو الأول والآخر. نبوات ترفع المسيح وتابعة له.

العرب لا واحدية (شرك)، لا نبوات، لا بعث.

"إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا *‏ أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا *‏ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُولَٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا".  النساء: 150-152.


"سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ۚ فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ۖ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا ۖ وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ‎*‏ وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ". المائدة: 42-43.

"كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ". آل عمران: 93.

المحكم: عدم التعميم. المتشابه هو التعميم.

مراعاة السياق:

"لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ‎". آل عِمران:113.

أهل الكتاب: اليهود بشكل خاص، ويدخل فيهم النصارى، ويلحق بهم المسلمون فهم أهل كتاب.  

المؤمنون منهم بمحمد على اعتبار ما كان.

غير المؤمنين منهم  بمحمد.

فكرة التحريف استبعدت أن تكون آيات الله التوراة أو الإنجيل بل هو القرآن.

واحتملت أن يكون هذا الفريق قَبل النبوة المحمدية. بالرغم  من أن أكثَرهم يفعلون المنكر. "وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ". المائدة: 62.

الزمن: قبل النبوة وبعدها. 

 آيَاتِ اللَّهِ: التوراة والإنجيل والقرآن.

"يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ‎* وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ". آل عِمران:114-115.


"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ". المائدة: 65-66.

أنزل إليهم من ربهم: الزبور وكتب الأنبياء. لا القرآن.

"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ‎*‏ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ". المائدة: 68-69.

كيف يقيموا التوراة والإنجيل؟

قالوا بإظهار وصف محمد من دلائل وشواهد نبوته.

أصول الأخلاق والاعتقاد. والاختلاف في الأحكام والشرائع لا بأس به.

"وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ". البقرة: 113.

"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ". البقرة: 62.

"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ". الحج: 17.

"وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَوَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ ۚ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَمِنْ هَٰؤُلَاءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ * وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ‎* بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ". العنكبوت: 46-49.

"وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ *‏ أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ". الشعراء: 197-198.

النظر الكلي: 

"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ". الحج: 17.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ". البقرة: 62.

الذين هادوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ  ليسوا مشركين. 

(مَنْ آمَنَ بِاللَّه). في سورة الحج اشتملت على المشركين.

"وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ". البقرة: 221.

"يَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ". المائدة: 5.


وشروط النجاة هي الإيمان بالله من غير شرك. 

والإيمان باليوم الآخر.

والعمل الصالح.

وهذه الشروط صعبة على أهل الكتاب وَالصَّابِئِينَ  زمن النبوة. وقد اكتفى منهم بها.

الخميس، 12 سبتمبر 2019

مقالات في التنوير المطلوب


مقالات في التنوير المطلوب 

 مندلسون: "تعليم الإنسان التدريب على استعمال العقل".
كانط: خلاص الإنسان من سذاجاته التي جلبها لنفسه، وذلك باستخدام العقل من دون أن يشوهه التعصب، ومن دون أن يُوجّهه الآخرون".
أقول إذا كان في كل واحد فينا نور بداخله، فإن التنوير:
."هو إطلاق هذا النور، وهو نور التساؤلات التي بداخل كل امرئ، والبدء في البحث عن إجابات من غير تردّد ولا وصاية الآخرين".

أهم مرتكزات التنوير:
* الجرأة على استعمال العقل. كانط.
* الابتعاد عن الخرافات. ديدرو.
* التسامح. فولتير.
* إصلاح المؤسسات السياسية. جان جاك رسو .
حين يغلب على شبابنا البناء الفكري والنقدي، والجرأة على محاكمة القضايا على قواطع العقل، ولا يرهبون في ذلك أيّ سلطة كانت، وحينما يسود المنطق السليم ونُظم التعليل، وتتراجع الخرافة والكرامة، على حدّ سواء، وحينما يسود التسامح واحترام التعدد والاختلاف، وحينما ينشد المجتمع العدالة ويعمل على تحقيقها بعيدًا عن المحسوبيات والفساد.
حينذاك ستكون أوضاعنا بخير.

يعالج التنوير مشكلات الوعي الإنساني، مهما كانت مهده ونشأته، أوروبيًا أو هنديًا أو عربيًا أو غير ذلك، لأن مشكلة الوعي مشكلة وجودية، قد تتسّع في مجتمعات، وقد تضيق في أخرى، إلا أنها ذات خصائص وجودية تعتري هذا الإنسان.
وإذا صدق هذا التوصيف على الإنسان الفرد، فإنه يصدق على الإنسان المجتمع.
فالتنوير الأوروبي عالج قضايا الإنسان- المجتمع وحرّره من الوصايا الثقيلة للعشيرة، وساقه إلى القوانين المدنية، ونظّم الأحزاب السياسية، لكنه لما حرّره من التعصب القَبَلي، أدخله إلى تعصّب حزبي، كما أنه طالب بالحريات الدينية، فكرّس التعصب الديني، فمشكلة التعصّب مشكلة "الإنسان"، وإن خفّت وتيرتها أو قلّ مجالها في بعض البلدان.
لكن تبقى مجتمعاتنا العربية هي الأكثر تعصّبًا للعشيرة وللعقيدة وللمذهب وللحزب وللوطن، وللذات الفردية!!
لا يمكن التخلّص من كل هذه المجالات، لكن يمكن التخفيف من حدّة التعصّب، عبر تربية شبابنا على ثقافة التنوع والاختلاف، وعلى احترام الآراء وأصحابها، وعلى ثقافة النقد البناء، وعلى ثقافة التحقيق، لا على ثقافة الأحادية والانغلاقية والتعصّب وكراهية المخالِف والدعوة إلى قتله، ولا على ثقافة التصيّد والاجتزائية، ولا على الذهنية الإسفنجية.
وهذه التربية تقوم على عاتق الأسر التنويرية، والجهاز التعليمي، ومنصّات الخطاب الإعلامي.

وكل خطاب أو جهاز تعليمي يقوم على تكريس التعصّب وكراهية الآخر فهو معوّق ذاتي قبل أن يكون خارجيًا.


مشاكل الإنسان من حيث هو إنسان هي واحدة، تتجه إلى نفسيته ووعيه وذهنيّته، وتختلف في الدرجة بين فرد وآخر، وبين مجتمع وآخر.
ساهمت الفلسفة والأديان في محاولة تخليص الإنسان/المجتمع من هذه المشاكل، لكن ما لبثت أن أدخلته في مشاكل أخرى، فهو في دوّامة إشكاليات.
بيْد أن الأديان التي تقوم على الخبر، وتقتضي الاعتقاد، تقدّم حلولاً تطمينية عزائية، يستجيب لها قطاع كبير من ذوي الطباع التي تميل إلى الدعة والراحة.
بينما العلوم التي تقوم على النظر وتقتضي الانتقاد، تقدّم منجزات وخدمات تحقق الراحة والرفاهية، إلا أنها نظرًا لسوء توظيفها تُدخل الإنسان والمجتمع إلى إشكالات جديدة، فتجعل منهم آلات ومحلّ استهلاك أو محل نهم وجشع واحتكار.
فالمشكلة كلها راجعة إلى هذا الإنسان إن في جانب العلوم حيث الجشع والرغبة في السيطرة، وإن في جانب الأديان حيث الكسل والرغبة في السيطرة والشعور بالأفضلية.

يناضل كثيرون في التفريق بين الوضع الأوروبي والوضع العربي، من حيث الصراع بين الدين والعلم، حيث يزعمون أن الإسلام لم يكن يومًا ضد العلوم. وأن طبيعة الأديان في أوروبة وطابعها الكنسي معدوم في الجانب العربي!
لكن عند النظر نجد أن طبقة المشايخ وأصحاب الخطاب الديني هم في مصافّ الكنيسة، إذ لديهم سلطة التحريض على المخالف، ولديهم تحالف مع الأنظمة القمعية,
كما أن الإسلام وإن كان ليس ضد العلوم، لكن المشايخ ضد علوم الفلسفة، ضد علوم النقد والمنطق وعلوم الاجتماع؛ لأن هذه العلوم تنقض الكثير مما قيل "إنه من الإسلام".
فأنت كما ترى أن الإنسان إن توسّل العلوم أو التجأ إلى الدين فإنه يبقى في معاناة أو مسبّبًا في معاناة غيره، بين وعْي وألم، أو بين وهْم وراحة. فأيّ الفريقين أحقّ بالأمن؟!


مقصود حقيقة التنوير قائم على مبدأيْن: الضبط والحفظ:
أما الضبط فهو التقوى إذ يضمن له عدم الانصراف إلى الأنانية والجشع والتكبّر المفضي إلى الكراهية والعدوان.
أما الحفظ فهو التعقّل، إذ يحفظ الإنسان/المجتمع من التغوّل والانجراف دون الالتفات إلى العواقب، ويحفظه من الإقدام دون الفحص والتحقيق.

فلا تنوير إذا لم ينفّذ هذين المبدأيْن على أحسن وجه، وعلى سائر الشعوب، أما إذا كان التنوير على مبدإ دون آخر، فهو تزوير، وإذا كان على شعب دون آخر فهو تدمير.
فالأيقاظ لا تغرنّهم الشعارات. أيّدني الله وإيّاكم بروح منه.

إعادة تشكيل الإنسان والمجتمع، عبر تحريره من الخوف من التفكير إلى الإنتاج والتعمير، من خلال العمل في مجالات الزراعة والصناعة، وإنشاء المدن الجديدة، واندماج مجتمعات تشترك في الولاء للدولة والقانون، كل هذا يساهم في عملية التنوير، إذ يصبح همّ الفرد/المجتمع التفكير في المستقبل، ويدعو إلى التنافس في الخيرات، ويحيّد الاستغلاق في الماضي، أو الجدال والكلام، ويخفف من التفكير الغيبي، إذ العمل يبدد الجدل، والشهادة تتبدّى على الغيب، والنظر المستقبلي يتغلّب على الحنين للماضي.

في مجتمعاتنا حيث الفساد الإداري والمحسوبيات إن على مستوى العشيرة أو التنظيم السياسي، ونسبة البطالة الكبيرة، ومستوى التعليم الإسفنجي غير الإبداعي، كل هذا مدعاة إلى مزيد من الظلمات، حيث يكثر الجدل، والكسل، والنظر الماضوي، ويتغلّب التفسير الغيبي لأحداث الحاضر، والنظر في المآلات والخطط الاستراتيجية شبه معدوم.

علينا الانتقال إلى مرحلة الإنسان الجديد، والمجتمع الجديد، في حدود قُطري كمرحلة إلى مرحلة أوسع في فضاء كوني إنساني أرحب. وهذا كفيل به الوعي الإنساني بشكل عام في كل الأقطار.

إقامة القسط أهم مطالب التنوير، والفساد في كل المجتمعات على نحو نسبي، ولكل مجال نسبته مقارنة بمجال آخر، ولن نجد مجتمعًا نقيًا من الفساد، إنما نجد مجتمعات أنظف من أخرى.
ولما كان الفساد -وهو ظلمات- لا يحب التنوير والمصلحين، فإن أهل الفساد بما يمتلكون من خبرات وسلطات، يستطيعون بقدر ما التهرب والتنصّل، بل يقلبون بإعلامهم فسادهم إلى إصلاح، يرمون بالفساد على المصلحين، لكن الحصيف لا تختلط عليه الأوراق.

الخطاب التنويري يجب أن ينصبّ على الفساد والمفسدين، لفنح باب العلاج لهم، واستئصال العنيدين منهم، لا سيّما إذا عمّ الفساد نواحي الحياة ومجالاتها الطبية والأمنية والتعليمية والقضائية والمالية والسياسية.
فإذا غابت العدالة عن المجتمعات فإن مظاهر العمران وأشكال التطوّر المدني ما هي إلا قصور من رمال، لا تصمد أمام التصدّعات الأخلاقية. خصوصًا إذا كان ربّ البيت طبّال، وأصحاب السلطة مفسدون. والتنويريون غافلون عن كل هذا.

يعمل التنوير على مراجعة المدارس الدينية وتقييمها بعرضها على قواطع العقليات، والمصالح العامة، ويستبعد كل الأطر والقواعد الكلامية والأصولية إلى أقل ما يمكن، بالأخص تلك التي ليس لها واقع ولا عائد نافع.

وكل من يشجع انتشار المدارس الكلامية أو حتى الفقهية التقليدية، فعمله هذا تقليد واتباع، ومشغلة عن المهم بما ليس بمهم.
والحمد لله كثير من الأصدقاء على أرض الواقع وعلى الفيسبوك أدركوا أهمية التنوير القائم على منهج صارم متماسك يعتمد المقاصد ويستند إليها. لكن ليست المقاصد المدرسية بل مقاصد ما بعد الشاطبي.

انتقل الاهتمام في عصر التنوير من النقاش والجدال حول طبيعة "الله" إلى البحث في طبيعة الإنسان من حيث دراسة العرقيات والانثروبولوجيا وغيرها مما يتعلق بالمجتمعات والأعراق.
نتج عن هذا التحوّل التشكيك بالله وبالأديان تبعًا، وتجلّى في الإنكار الكلي أو على الأقل مرحلة اللا أدرية. ومما نتج عن ذلك وهم الاصطفاء القائم على العرق بدل القائم على الدين.

وحري بنا نحن المسلمين أن نحوّل النظر والبحث في الله إلى البحث في الإنسان والطبيعة ، من غير إنكار للخالق. ووضع الدين في حدوده من غير أن يشتغل في كل المجالات، خلا المقاصد الكلية والقواعد العامة التي أيدها الدين فصارت أساسه.
ومن غير التوهم باصطفاء المسلمين لمجرد كونهم مسلمين ، بل الاصطفاء للمُثل والقيم العملية التي تصدر من الأقوام والتي هي "التقوى"، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
هذا التحول في ميدان النظر والنظرة للذات وللآخر كفيلة بإخراج المسلمين إلى عصر التنوير. وأصول هذه التحوّلات نجدها في ثنايا القرآن المجيد.

النظر في الطبيعة وفي مقدمتها طبيعة الإنسان نفسيًا وذهنيًا وعرقيًا وفسيولوجيًا وأعصابًا. والغاية هي محاولة فهم النفس البشرية واعتلالاتها وما يختلجها، وفهم الباعث على السلوك، وفهم وظائف الأعضاء وكيفية معالجة الأمراض بأنواع الأدوية والعقاقير.
وقد قطعت الإنسانية شوطًا كبيرًا في هذا الميدان، بيْد أنها وقعت في مشكلتين أخلاقيتين وهما أخلاقيات المهنة الطبية واستغلال واستغفال كثير من الناس في معاملهم ومختبراتهم، وهذا ظلم كبير وإن نجم عنه تطور هائل. وأيضًا احتكار كثير من الأدوية والعقاقير.
وهذه التجاوزات حدثت لغياب مبدأ التكريم الإنساني بغض النظر عن عرقه أو لونه أو دينه.

أما على صعيد الطبيعة فإن النظر فيها ضرب أطنابًا عميقةً فيها، وبدأ الإنسان شيئًا فشيئًا أكثر فهمًا بل وتحكمًا، إلا أنه وقع في مشكلة أخلاقية وهي الاعتداء على الطبيعة والبيئة بنفاياته الصناعية حتى يكاد يهدد الوجود الإنساني، وهذه المشكلة ناجمة عن غياب مبدأ التسخير الذي يعني أننا مسئولون عن الطبيعة وأننا أمناء عليها. لا أننا متحكّمون بها وقاهرون لها.

النظر في الإنسان وفق مبدإ التكريم والنظر في الطبيعة وفق مبدإ التسخير وإعمال قاعدة العدل "الأمانة" في كل الميادين كفيلة في دخول عصر التنوير من غير آثار سلبية جانبية.

يولي التنوير للحرية اهتمامًا كبيرًا، ويعطي الفرد امتيازات وخيارات عديدة، تجعله يتخّفف من عبء أثقال المجتمع وتقاليده، وينزع إلى الفردانية، وقلّة الارتباط بالعائلة الكبيرة، بفعل ضغط الالتزامات، وهذه الحرية المفتوحة في حدّها الأعلى تصل إلى حدود عدم الاعتداء على الآخرين وفي مستواها الأدنى الباعث الأخلاقي.
في مجتمع الحريات تنشأ بعض المعتقدات والتصرفات التي توصف بأنها شاذة لكن لها اعتبار من الحقوق والحريات.
ونتيجة هذه الحريات وضغط العمل وتنافس الأفراد، تضعف روابط الأسرة الممتدة، وحتى التعاطف مع الضعفاء، لكن في ذات الوقت تنشئ الفرد عصاميًا صلبًا.
فأنت كما ترى حريات تتبعها مشكلات، نتيجة غياب الأخلاقيات، فالفرد وهو جزء من المجتمع يتآلف معه ويتحمّل مسئولية تجاهه من تفاعل وتكافل اجتماعي، وعلى رأسها برّ الوالدين، وصلة الأرحام، وينبغي إطلاق مبادرات شبابية ذات فاعلية. فيحصل التوازن في المجتمع بين الأفراد والجماعة .
إن تعزيز الأخلاق في الأفراد كفيل في ضبط حرياتهم وتنمية روح التكافل لديهم وإقامة التوازن في المجتمع، أكثر من صرامة القوانين وجمعيات رعاية المسنين والفقراء.

أقصى التنوير الأوروبي الدين والإله عن الحياة في أحد أنساقه، وخفف من سلطته في بعض الأنساق، إذ ليس التنوير الأوربي على نسق واحد، وتبعًا لهذا الإقصاء أو التخفّف غاب البُعد الأخروي في المنظور والقرارات، حيث الميدان الأول والأخير هو الدنيا، هو الحياة، هو استغلال الفرص، واغتنام الأوقات، واكتساب القوة والسلطة، وهذا "الحرث" الجيّد، تم استغلاله سياسيًا لتحقيق أكبر قدر من التفوق وتعميق الفجوة مع الآخر، ومن ثم السيطرة على خيرات العباد والبلاد بحجة استعمارهم.
إقصاء البعد الأخروي له دور في إضعاف الوازع الأخلاقي ويحمل الأنسان على الأنانية واستغلال الآخرين. ونجد تمثّلات هذا في واقعنا.
إن التنوير الحق يرى أن السعادة الدنيوية من أمان ورفاهية هي مقدمة للسعادة الأخروية. فالإقرار باليوم الآخر يُنمّي البعد الأخلاقي، ويُرجّي المظلومين في استعادة حقوقهم. والتنوير المطلوب هو التخفف من التدخّل الديني في المجال الدنيوي، ومزيد اهتمام بالعمران، مراكز العلوم والبحوث، والجامعات والمستشفيات، والمتنزهات، وتقليل عدد المساجد أو زخرفتها، وإدماج كليات الشريعة مع كليات أخرى.
فالإيمان بالبعد الأخروي مع تخفف التدخل الديني من شأنه أن يعزز البعد الأخلاقي، فلا يظلم ويتحكّم بالآخرين بقدر الإمكان، وفي ذات الوقت يدفع المجتمع نحو البناء والتكامل والازدهار.

الاثنين، 25 سبتمبر 2017

أسئلة تفتح أسئلة أعمق

يسعى الإنسان بدافع الفضول إلى التساؤل عن أشياء كثيرة، والتحليل النفسي لذلك هو محاولة الإنسان إثبات معرفته للأشياء -والأسرار- أمام أقرانه. فهو محاولة إثبات معرفة لمعلومة لغيره. أو توظيف هذه المعلومة لخدمة مآربه وقد يكون منها -فضح أسرار غيره-.
لكن هناك بعض التساؤلات المقلقة التي لا تعطي المرء رصيدًا معرفيًا يتفاخر به، ولا مجالاً لاستغلاله لتحقيق مآربه، بل هي تساؤلات في بطن تساؤلات لا تجد لها إجابات شافية. فهنا هذه المرة هو محتاج لمعرفة تشفي غليله، وتُريح قلقه.
- لماذا خُلقنا؟
يقدّم الدين وأسّه القرآن إجابات نصوصية صريحة:
1- "إلا ليعبدون".


وهنا يفتح تساؤل جديد:

- لماذا نعبد الله؟ هل هو محتاج لنا؟
- الجواب: بالتأكيد: لا، ليس محتاج لنا.
وهنا إذن لا بد أن مفهوم "العبادة" مخالف لما هو سائد.


2- "
ليبلوكم أيكم أحسن عملاً".


وهنا يفتح تساؤل جديد:
- هل الله لا يعلم أيّنا أحسن عملاً؟؟
- الجواب: بالتأكيد يعلم.
وهنا إذن لا بد أنه خلقنا لمقصد آخر.


والنتيجة حتى اللحظة أن الخالق ليس محتاجًا لنا، ولا هو جاهل بنا.
وإذا وقفنا على القراءة الحرفية فسيظهر لنا أن الخالق محتاج للمخلوقين، وأنه جاهل بهم وحاشاه.
وإذا نظرنا إلى القرآن نظرة معمّقة فإن الإجابة على التساؤل (لماذا خُلقنا؟) لن نجد إجابتها صريحة. بل سنستنبطها استنباطًا.


فخلق الإنسان إنما هو اختبار لطائفة من الملائكة ظنّت أنها حازت العلم الكلي، فرأت أن لا داعي لهذا المخلوق الجديد، وأنه سيُفسد ويسفك الدماء.

والملاحظ قرآنيًا صدق مقولة هذا النفر من الملائكة، فقد سُفك الدم مبكرًا (قصة ابني آدم).
لكن التعليل الآلهي هو (أنه يعلم ما لا تعلمون).
والنتيجة المسبقة والمعلن عنها: (أن أكثر الناس في هلاك). 
فهل كان النزاع بين علم الله وعلم ملائكته المقربين مرتبطًا
بأي الفريقين أعلم:
هلاك الكل (الملائكة)، أم بهلاك المعظم (الله)؟
الإنسان وفق النظرة القرآنية المصرّح بها (ليعبدون، ليبلوكم) يجعل من الإله ناقصًا حاشاه، ووفق النظرة الاستنباطية يجعله إلهًا متفردًا بالعلم.


حتى اللحظة لا يقدّم القرآن إجابة شافية لسؤال (لماذا خُلقنا؟)، بل يُفضّل كثيرون عدم التعمّق في هذا، ويقفون على الحرف والنص، وهو عبادة الله ويدخل في معناها وأساسها الطقوس، وفكرة الابتلاء. ويقرّرون عدم عبثية الخلق وهذا الأخير لا خلاف فيه.

عمق السؤال يتطلب عمقًا في الإجابة، والإجابة على تساؤل (لماذا خلقنا؟) يتطلب عمقًا معرفيًا، ونحن الإنسان للأسف ما زلنا نحبو على عتبات العلم. 
وسنعرف الإجابة الشافية حينما نمرّ في حياة عالم الآخرة. فليست الدنيا في قبال الآخرة إلا مرحلة طفولة في قبال حياة الرشد.


وهنا كما ترى نلجأ إلى رمي المسألة برمّتها إلى الأمام، ويبقى الإنسان الباحث والشغوف قلقًا، لكن ما يخفّف قلقه هو اعترافه بتواضع كبير أنه قليل علم، وأنه ما يزال يبحث وأمامه الكثير ليعرف ويعلم.


الخميس، 26 يناير 2017

هل دور الرسول النبي محصور في التبليغ؟

[البلاغ المبين]:
يدلّ الجذر (بلغ) على الوُصول إلى الشيء والانتهاء إليه، وأي رسالة تحمل معلومة ومقصدًا يُراد الوصول إليه، ينبغي أن واضحة، وأن تصل إلى المخاطَب بوضوحها. [بلاغ مبين].
ومن يتدبر جميع المواضع التي ورد فيها البلاغ سيجدها في سياق رفع مسئولية الحساب عن الرسول، فإذا تمّ التولي عنه أو تكذيبه أو الإعراض عن رسالته، فإن البلاغ هو الحد المطلوب من الرسول لا يكلف أكثر من هذا في إقناع غير المؤمنين. وليس عليه بعد ذلك حساب تقصير أو تفريط.

"قُلْ أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ". النور: 54.
"الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّـهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّـهَ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ حَسِيبًا". الأحزاب: 39.
"وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ -محمّد- بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ". الرعد: 40.
وهذا الدور [التبليغ] هو أحد المهام التي على عاتق الرسول النبي محمّد عليه الصلاة والسلام لا الوحيد:
"يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ". المائدة: 67.
"وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّـهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ قُل لَّا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ". الأنعام: 19.
ولا يقال إن الآيات أمثال: (وما على الرسول إلا البلاغ) حصرت دور الرسول النبي عليه الصلاة والسلام بالتبليغ فقط، ذلك أن سياق أمثال هذه الآية إنما هو في رفع مسئولية الحساب على الرسول المبلّغ، لا على حصر دوره ومهامه، فمراعاة السياق مهم جدًا في فهم الدلالة.
ولا يقال أيضًا على سبيل المثال إن دوره عليه الصلاة والسلام يكمن في تبيين ما اختلف فيه الناس، بحجة قوله تعالى: "وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ". النحل: 64. بل هي أحد المهام، التي تحقق مقصدًا قرآنيًا عظيمًا وهو القسط: "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ". الحديد: 25.
مما سبق يظهر لنا أن دور الرسول النبي محمّد عليه الصلاة والسلام لم يكن محصورًا في تبليغ الوحي فقط، ولا تبيين ما اختلف فيه القوم، بل جاء حصر الرسل في دور التبيلغ في سياق رفع المسئولية عنهم بعد التلبيغ فلا حساب عليهم من تقصير أو تفريط.
بوركتم جميعًا

------------
التّولّي:
"فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّـهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ". آل عمران: 20.
"فَإِن تَوَلَّوْا۟ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَـٰغُ ٱلْمُبِينُ * يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ ٱللَّـهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ". النحل: 82-83.
"وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ". المائدة: 92.
"وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ". التغابن: 12.
التكذيب:
"قَالُوا۟ مَآ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَآ أَنزَلَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مِن شَىْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ * قَالُوا۟ رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَآ إِلَّا ٱلْبَلَـٰغُ ٱلْمُبِينُ". يس: 15-17.
"إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّـهِ أَوْثَـٰنًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّـهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَٱبْتَغُوا۟ عِندَ ٱللَّـهِ ٱلرِّزْقَ وَٱعْبُدُوهُ وَٱشْكُرُوا۟ لَهُۥٓ ۖ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَإِن تُكَذِّبُوا۟ فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ۖ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلْبَلَـٰغُ ٱلْمُبِينُ". العنكبوت: 17-18.

"وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ؟". النحل: 35.
الإعراض:
"فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ". الشورى: 48.

في سياق الصبر والإنذار وهذا يكون في المعارضين والمعاندين من مكذبين ومعرضين:
"فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ". الأحقاف: 35.
"هَـٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ". إبراهيم: 52.

"مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ". المائدة: 99.

التبليغ في الأصوليات من تأكيد للخالقية والواحدية وإثبات النبوة والقيَم الكبرى من عمل صالح يكون للمعاصرين للوحي ولمن بعدهم:
"قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّـهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّـهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ قُل لَّا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ". الأنعام: 19.
"وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ٱلزَّبُورِ مِنۢ بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ ٱلصَّـٰلِحُونَ * إِنَّ فِى هَـٰذَا لَبَلَـٰغًا لِّقَوْمٍ عَـٰبِدِينَ". الأنبياء: 105-106.
ومن السنن أن الرسل عليهم السلام يُبلّغون رسالة الله تعالى:
نوح: "أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ". الأعراف: 62.
هود: "أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ". الأعراف: 68. "فَإِن تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ" . هود: 57. "قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَـٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ". الأحقاف: 23.
صالح: "فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ". الأعراف: 79.
شعيب: "فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ". الأعراف: 93.
محمّد: "وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ". الرعد: 40.

المطلوب من أتباع الرسل عليهم السلام أن يبلّغوا رسالة الله وهي في زماننا المعاصر القرآن وما وافقه من سُنن ومقاصد، وبهذا التبليغ يؤدّي الإنسان مسئوليته ويبقى الحساب على ربّ العباد:
"الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّـهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّـهَ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ حَسِيبًا". الأحزاب: 39.