المنهجية المثلى في كيفية التعامل مع التراث بقلم: إياد محمّد أبو ربيع
يتناول مسائل الدين والتراث كثير من المفكرين والدعاة بُغية تنقيحه وعرضه على الناس بما ينتفع الإنسانية، ويرفع الشنار أو سوء الفهم عن الإسلام وتصرفات المسلمين، بيْد أن بعض القائمين على هذه المهمّة المكلفة والمرهقة يغيب لديهم المنهج، فتراهم يأخذون ما يوافق آراءهم ويسترون أو يبترون ما يخالفها. وتارةً يحمّلون الكلام ما لا يحتمل، وبعضهم لديهم ضعف شديد في اللغة والربط والتحليل السليم.
ومع كل ذلك فإن هذه المساهمات وإن كان بعضها يقوم ببعض المغالطات إلا أنها على الأقل تفتح بابًا لإعادة الفكر والفحص من جديد، مما يزيد من وعي شباب الأمة في قضايا دينهم ودوره في حلّ همومم وإشكالياتهم وطبيعة الخطاب والمراس.
ومع كل ذلك فإن هذه المساهمات وإن كان بعضها يقوم ببعض المغالطات إلا أنها على الأقل تفتح بابًا لإعادة الفكر والفحص من جديد، مما يزيد من وعي شباب الأمة في قضايا دينهم ودوره في حلّ همومم وإشكالياتهم وطبيعة الخطاب والمراس.
وهنا أودّ وضع لبنة هذه المساهمات ومحاولة في صياغة منهج في كيفية التعامل مع التراث من وجهة نظري المتواضعة.
النقطة الأولى:
ضرورة التفريق بين الآتي:
1- القرآن.
2- الروايات.
3- التراث.
4- الفكر السائد.
5- الفكر المعاصر.
حينما نتناول قضية ما، فيجدر بنا أن ننظر هل هي مذكورة في القرآن؟ وهل هي في القسم الظرفي أو العلاجي أم من القسم التأسيسي الأبدي؟
أم أنها في (الأحاديث) الروايات؟ ما مدى مطابقة الرواية واتفاقها مع مقاصد القرآن؟ لا تبحث عن صحّة الإسناد بل عن مدى مطابقة الرواية مع مقاصد القرآن.
أم أنها في كتب التراث؟ ما مدى اتفاقها مع مقاصد القرآن؟
أم أنها فكرة سائدة؟ وهل هي الأصحّ طبقًا لاتفاقها مع القرآن؟ أم أنها سائدة طبقًا للأعداد المؤمنة أو القائلة بها؟
أم أن هذه القضية من الفكر المعاصر؟ وهل تخالف مقاصد القرآن أم توافقه؟
فكما هو واضح فإن نقطة الارتكاز والمعيار لأي قضية هو مدى موافقتها أو عدم مخالقتها مقاصد القرآن الكريم.
النقطة الأولى:
ضرورة التفريق بين الآتي:
1- القرآن.
2- الروايات.
3- التراث.
4- الفكر السائد.
5- الفكر المعاصر.
حينما نتناول قضية ما، فيجدر بنا أن ننظر هل هي مذكورة في القرآن؟ وهل هي في القسم الظرفي أو العلاجي أم من القسم التأسيسي الأبدي؟
أم أنها في (الأحاديث) الروايات؟ ما مدى مطابقة الرواية واتفاقها مع مقاصد القرآن؟ لا تبحث عن صحّة الإسناد بل عن مدى مطابقة الرواية مع مقاصد القرآن.
أم أنها في كتب التراث؟ ما مدى اتفاقها مع مقاصد القرآن؟
أم أنها فكرة سائدة؟ وهل هي الأصحّ طبقًا لاتفاقها مع القرآن؟ أم أنها سائدة طبقًا للأعداد المؤمنة أو القائلة بها؟
أم أن هذه القضية من الفكر المعاصر؟ وهل تخالف مقاصد القرآن أم توافقه؟
فكما هو واضح فإن نقطة الارتكاز والمعيار لأي قضية هو مدى موافقتها أو عدم مخالقتها مقاصد القرآن الكريم.
النقطة الثانية:
عند الرجوع إلى كتب التراث نضع في اعتبارنا الاحتمالات الآتية:
- الاحتمال الأول: أن يكون الكتاب منحولاً أو منسوبًا.
- الاحتمال الثاني: أن يكون الكاتب قد كتبه جبرًا عنه، أو إرضاءً لسلطة، أو تعصّبًا لمذهب.
- الاحتمال الثالث: أن يكون الكاتب قد تراجع عن آرائه في كتاب لاحق.
حتى بعد المرور في كل هذه الحلقات من الشكوك، فالآراء الواردة لا مصداقية لها حتى لو ثبت أنها ليست منسوبة ولا منحولة، أو أنها كُتبت إحقاقًا للحق، أو أنها حصاد نظر وفكر. فلا اعتبار لهذه الآراء إلا بعد موافقتها للدليل والبرهان ومطابقتها لمقاصد القرآن.
عند الرجوع إلى كتب التراث نضع في اعتبارنا الاحتمالات الآتية:
- الاحتمال الأول: أن يكون الكتاب منحولاً أو منسوبًا.
- الاحتمال الثاني: أن يكون الكاتب قد كتبه جبرًا عنه، أو إرضاءً لسلطة، أو تعصّبًا لمذهب.
- الاحتمال الثالث: أن يكون الكاتب قد تراجع عن آرائه في كتاب لاحق.
حتى بعد المرور في كل هذه الحلقات من الشكوك، فالآراء الواردة لا مصداقية لها حتى لو ثبت أنها ليست منسوبة ولا منحولة، أو أنها كُتبت إحقاقًا للحق، أو أنها حصاد نظر وفكر. فلا اعتبار لهذه الآراء إلا بعد موافقتها للدليل والبرهان ومطابقتها لمقاصد القرآن.
النقطة الثالة:
كتب التراث والفئة المستهدفة
كتب التراث من كتب الحديث والتفسير والعقائد والتاريخ وسائر العلوم النقلية إنما ألّفت لعلماء مثلهم نظراء أو طلبة علم، أو لأمراء وولاة، ولم تُؤلّف في عمومها لعامة الناس وأفرادهم ككتب ثقافة عامة.
والمؤلفون العلماء أدرجوا في كتبهم ما وصلهم من أخبار، ولم يجعلوا لكتبهم عصمة، فسطّروا ما وصلهم من غثّ وسمين، لكن النظراء العلماء والأمراء بما عندهم من علماء يستطيعون تمييز الصحيح من غير الصحيح في طيّات تلك الكتب. بالرغم من وجود إشكاليات في الدواعي لتأليف بعض العلماء لبعض الكتب، لكن الدراس لمناهج العلماء يستطيع تمييز الداعي والدافع للتأليف ومدى الشفافية في تناول الموضوعات. وكما أن إشكالية الكتب المنحولة أو المنسوبة يستطيع المختصون معرفة مدى مصداقية انتمائها إلى عالم من العلماء. وهذا اشتغل عليه علماء كبار على مدى عصور كثيرة.
بقي الإشكال في كتب التراث ككل، فاليوم بعد توافر وتنافس دور الطباعة والنشر، والتقليد الذي يكسو معظم الخرّيجين وصلت تلك الكتب إلى أيدي الناس، وهم حيال ذلك على ثلاثة أقسام:
1- القسم الأول: الذي يرى أن الخير والعلم في السابقين فهو مصدّق بكل ما في كتب الموروث.
2- القسم الثاني: الذي يفهم منهج المؤلفين في ذاك الزمان. فيقبل ويرفض ضمن منهج صارم رصين.
3- القسم الثالث: الذي لم يفهم منهج المؤلفين في ذاك الزمان، وهو على صنفيْن:- الأول: يحاول تبرئة العلماء ويرى أن تلك المغالطات مدسوسة على كتبهم.- الثاني: يرى في العلماء وكتبهم تضليلاً وإفسادًا. فيرفضها جملةً وتفصيلاً.
أزمة المثقفين اليوم أنهم لا يدرسون ولا يحاولون معرفة ظروف الكاتب، ولا دواعي الكتابة، ولا مجال الكتاب، أو الفئة المستهدفة. فالقسم والأول والصنف الثاني من القسم الثالث على طرفي نقيض وكلاهما متطرّف، أما القسم الثاني وهو ما أنتمي إليه وأحاول الدعوة إليه، وأما الصنف الثاني من القسم الثالث فكي يكون على حقّ فيما يطرحه لا بدّ من أدلة صارمة لا مجرّد قوْل "ربّما" أو التخريص والظنّ والتشكيك.
كتب التراث والفئة المستهدفة
كتب التراث من كتب الحديث والتفسير والعقائد والتاريخ وسائر العلوم النقلية إنما ألّفت لعلماء مثلهم نظراء أو طلبة علم، أو لأمراء وولاة، ولم تُؤلّف في عمومها لعامة الناس وأفرادهم ككتب ثقافة عامة.
والمؤلفون العلماء أدرجوا في كتبهم ما وصلهم من أخبار، ولم يجعلوا لكتبهم عصمة، فسطّروا ما وصلهم من غثّ وسمين، لكن النظراء العلماء والأمراء بما عندهم من علماء يستطيعون تمييز الصحيح من غير الصحيح في طيّات تلك الكتب. بالرغم من وجود إشكاليات في الدواعي لتأليف بعض العلماء لبعض الكتب، لكن الدراس لمناهج العلماء يستطيع تمييز الداعي والدافع للتأليف ومدى الشفافية في تناول الموضوعات. وكما أن إشكالية الكتب المنحولة أو المنسوبة يستطيع المختصون معرفة مدى مصداقية انتمائها إلى عالم من العلماء. وهذا اشتغل عليه علماء كبار على مدى عصور كثيرة.
بقي الإشكال في كتب التراث ككل، فاليوم بعد توافر وتنافس دور الطباعة والنشر، والتقليد الذي يكسو معظم الخرّيجين وصلت تلك الكتب إلى أيدي الناس، وهم حيال ذلك على ثلاثة أقسام:
1- القسم الأول: الذي يرى أن الخير والعلم في السابقين فهو مصدّق بكل ما في كتب الموروث.
2- القسم الثاني: الذي يفهم منهج المؤلفين في ذاك الزمان. فيقبل ويرفض ضمن منهج صارم رصين.
3- القسم الثالث: الذي لم يفهم منهج المؤلفين في ذاك الزمان، وهو على صنفيْن:- الأول: يحاول تبرئة العلماء ويرى أن تلك المغالطات مدسوسة على كتبهم.- الثاني: يرى في العلماء وكتبهم تضليلاً وإفسادًا. فيرفضها جملةً وتفصيلاً.
أزمة المثقفين اليوم أنهم لا يدرسون ولا يحاولون معرفة ظروف الكاتب، ولا دواعي الكتابة، ولا مجال الكتاب، أو الفئة المستهدفة. فالقسم والأول والصنف الثاني من القسم الثالث على طرفي نقيض وكلاهما متطرّف، أما القسم الثاني وهو ما أنتمي إليه وأحاول الدعوة إليه، وأما الصنف الثاني من القسم الثالث فكي يكون على حقّ فيما يطرحه لا بدّ من أدلة صارمة لا مجرّد قوْل "ربّما" أو التخريص والظنّ والتشكيك.
النقطة الرابعة:
ينبغي ألا يغيب عن الدراس الآتي:
1- أنّ المجتهد ابن بيئته ويتأثر فيها في بعض الأطروحات ولو بطريق اللاوعي.
2- أنّهم مجتهدون غير معصومين.
ينبغي ألا يغيب عن الدراس الآتي:
1- أنّ المجتهد ابن بيئته ويتأثر فيها في بعض الأطروحات ولو بطريق اللاوعي.
2- أنّهم مجتهدون غير معصومين.
النقطة الخامسة:
تجنّب الآفات الآتية:
1- بتر القول/الكتابة من سياقه.
2-بتر القول / الكتابة من السياق التاريخي. وسحبه اليوم الحاضر.
تجنّب الآفات الآتية:
1- بتر القول/الكتابة من سياقه.
2-بتر القول / الكتابة من السياق التاريخي. وسحبه اليوم الحاضر.
النقطة السادسة:
الخلافات الفكرية (العقدية) التي لا يشهد لها القرآن الكريم بنصّ قطعي لا تهمّ المسلم المعاصر بل الأهم هو الجانب (العملي). وأيّ تقديم للجانب العقدي المختلف فيه أو إبرازه هو مخالفة لـ(الأوليات) و معرقل للتنمية والتحضّر.
الخلافات الفكرية (العقدية) التي لا يشهد لها القرآن الكريم بنصّ قطعي لا تهمّ المسلم المعاصر بل الأهم هو الجانب (العملي). وأيّ تقديم للجانب العقدي المختلف فيه أو إبرازه هو مخالفة لـ(الأوليات) و معرقل للتنمية والتحضّر.
أخيرًا أقول إن الدفاع عن الإسلام (القرآن أو الرسول النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو الصحابة) أو الفقهاء والمحدّثون بجهل أو ردّة فعل (مادّي أو معنوي) يعتبر إساءة من حيث لا ندري.
أحسبُ أن هذه المنهجية تحسم الكثير من الخلافات. وتدعم الأمة نحو الارتقاء والتقدّم الحضاري.
أحسبُ أن هذه المنهجية تحسم الكثير من الخلافات. وتدعم الأمة نحو الارتقاء والتقدّم الحضاري.
بوركتم جميعًا
ولكلّ مجتهدٍ نصيبٌ
ولكلّ مجتهدٍ نصيبٌ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق