الأحد، 7 يونيو 2015

قراءات حول حرية الاعتقاد والقتال

المتأمل في القرآن الكريم يجد بلا ريب الدعوة إلى العفو والصبر والسمح والإعراض، وفيه يجد بلا مرية الدعوة إلى ردّ العدوان بمثله، وقتال المعتدين، ويجد أيضًا الدعوة إلى ترجيح العفو ودفع الإساءة بإحسان هو المقصد النهائي. إذا ما تقابلت السيئة بالحسنة.
وعند النظر في القراءات الاجتهادية لتلكم الآيات الكريمات نجد القراءات الآتية:

1- القراءة "الداعشية" والتقليدية وهي بشكل عام تذهب إلى توسّل العنف بدعوى "النسخ" لآيات الصبر والعفو.

2- القراءة "التجميلية" أو "الترقيعية" تميل إلى اللطف بآليتين:
أما غض الطرف عن آيات القتال العنف وتجاهلها.
أو تأويل هذه المفاهيم وتحويلها إلى رموز. "القراءة الرمزية".

3- ثمّة قراءة تدعى "القراءة النفعية" للنصوص، تأخذ بآيات الصبر والعفو حال الضعف، فإذا قويت أهملت تلكم النصوص لتأخذ بآيات العنف. وهذه القراءة لها مسلكان:
الأول: قتال جميع المخالفين لها حال القوة وبهذا تتقاطع مع "القراءة الداعشية" و"التقليدية".
الثاني: قتال فقط المعتدين عليها حال القوة وبهذا تتقاطع مع "القراءة الترقيعية" أو "التجميلية".

4- القراءة "التأريخانية" التي ترى أن الأمر بالقتال وآيات العنف منوطة بالتاريخ. بالتالي هي مقيدة بزمانها.

5-القراءة "المقاصدية" التي ترى أن الصبر والعفو هو المقصد الأسنى وهو الحل الأمثل للعنف من جذوره لكنه يتطلّب قوة وجرأة وتحمّلاً لا يصبر عليه الكثيرون. وأن رد العدوان بعدوان مثله هو أحد الخيارات والحلول الجزئية المؤقتة وهو مجزي لكن لوقت "كحبّات مسكّن الآلام" لأنّ من يقاوم العنف يؤخذ بالعنف أو يولّد المنافقين بالخوف. وكلاهما شرّ.
والذي أدعو إليه هو المنهج المقاصدي للقرآن الكريم والذي هو إنساني في المقام الأول والأخير.
بوركتم جميعًا

ولكلّ مجتهدٍ نصيبٌ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق