الاثنين، 2 مارس 2015

بين أبي هريرة وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما

بين أبي هريرة رضي الله عنه وعبد الله بن عمرو رضي الله عنه صاحب "الصحيفة الصادقة":
يتساءل الكثيرون حول قضية أن أبا هريرة رضي الله عنه قال عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه إنه أكثر منه روايةً غير أن أبا هريرة لم يكن يكتب كما أخرج البخاري في صحيحه. ويضحُ الإشكال عند المتسائلين كون أبو هريرة رضي الله عنه أُخرجَ له أكثر من 5000 حديثًا، في المقابل زهاء 500 حديثًا لعبد الله بن عمرو رضي الله عنه.
أولاً: وللإجابة على هذا الإشكال فلا بدّ من ضرورة إحصاء الروايات التي أخرجتها كتب الحديث لأبي هريرة.
فمجموع مرويات أبي هريرة في مسند الإمام أحمد مع ما رواه أصحاب الكـتب الستة (البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه) بلغ (1336) حديثًا فقط من غير المكرر. وفق دراسة الباحث محمد ضياء الرحمن الأعظمي الهندي. و(1300) حديثًا من غير المكرر وفق دراسة الباحث عمرو فهمي. مجموع الأحاديث التي أخرجت في الكتب التسعة ( 1475) حديثًا فقط من غير المكرر وفق دراسة الأخير.
لذا على المرء أن يعلم أن روايات أبي هريرة من غير المكرر في الكتب التسعة لا تزيد على (1500) حديثًا.
أما روايات عبد الله بن عمرو بن العاص فقد بالغ الإمام ابن الأثير في أسد الغابة حيث ذهب إلى أن صحيفة عبد الله بن عمرو تضم ألف حديث، لكن مجموع أحاديث مسند عبد الله بن عمرو التي خرّجها الإمام أحمد في مسنده (638) حديثًا، يرى الباحث السيد عايش أن مجموع مرويات عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (الصحيفة الصادقة) في مسند الإمام أحمد وأبي داود والنسائي وابن ماجه والترمذي بلغت (436) حديثًا بما فيها المكرر.
نلاحظ أن روايات أبي هريرة أضعاف روايات عبد الله بن عمرو على نحو الضعفيْن.

ثانيًا: أقول الإشكال يزول إذا قلنا إن أبا هريرة رضي الله عنه قال ذلك في زمن كان عبد الله ابن عمرو رضي الله عنه فيه أكثر منه روايةً ثم بعد ذلك تفوّق أبو هريرة عليه واجتهد في طلب الأحاديث حتى صار أبو هريرة أخيرًا أكثر من عبد الله بن عمرو روايةً.
كما لا يلزم من أن يكون عبد الله بن عمرو قد كتب كل ما سمعه أو حفظه، والرواية عنه لم تتوفر كما توّفرت لأبي هريرة.

ثالثًا: قد يكون للسلطة الحاكمة دور وتأثير في نشر الروايات وتشجيعها.

بوركتم جميعًا
ولكلّ مجتهدٍ نصيبٌ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق