الجمعة، 7 أغسطس 2015

لغة البشر بشكل عامّ وأغلبي مستقلة عن الموجودات

لغة البشر بشكل عامّ وأغلبي مستقلة عن الموجودات
إن اللغة هي دلالة رمزية للموجود الخارجي، لا علاقة كاملة بين اللغة والموجود ولا ارتباط كلي ولا تقابل بين التصورات "الذهنية" والأعيان "الوقائع الخارجية"، قد تجد بعض صور التقابل في الألفاظ ذات الأحرف المتكررة (زلزل، دمدم، دندن، تمتم..الخ)أو بعضها (خضم للرطب قضم لليابس)، إذ حقيقة اللغة هي نظام قائم على المواضعة. والمواضعة قائمة بشكل عام على ما اتفق (اعتباطي) لا وفق نظام منسجم.
ولو كان هناك ترابطًا حقيقيًا وكليًا بين اللغة والموجود الخارجي لكانت كل اللغات في العالم لغة واحدة، أو لغة البشر ستكون على الدوام واحدة. وهذا غير حاصل بل بينهما مشتركات إما بسبب التناقل أو بسبب وجود الترابط اللغوي مع الوجودي وهي قليلة.
بينما لغة الحيوان فهي دلالة مشاعر وغرائز، فهي لا تختلف من مكان إلى مكان ولا زمان إلى زمان، فأصوات [القطة] في فلسطين وتعبيراتها مثل القطة التركية والماليزية. بينهما تعبيرات البنت في فلسطين ولغتها تختلف عن البنت التركية أو الماليزية.
ومن هنا فإن النظام الذي يقوم عليه القرآن الكريم لا يمكن أن يفهمه مَن ليس له مشْغلة بنظامه، ولا صحة لدعوى أن القرآن يفهمه كل إنسان، فبتجربة بسيطة يستطيع أن يقوم بها كل شخص، خذ أي آية قرآنية أو مقطع منها، وأعرضها على صيني أو ماليزي أو تركي أو فرنسي أو كندي ممن لم يتعلموا اللغة العربية قط، وأسألهم كلاً باللغة التي يفهم: "ماذا فهمت من المقطع"؟. فستعلم حقيقة الدعوى.
القرآن الكريم مقاصده العليا هي للعالمين لا ألفاظه ولا دلالاته، انتبهوا إلى المقاصد ولا تتوقفوا على الألفاظ.
بوركتم جميعًا 
ولكل مجتهدٍ نصيبٌ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق