ما علاقة العقل بالدين؟
ينبغي قبل الإجابة على هذا التساؤل أخي الحبيب أن نفكّك مصطلح [الدين] كمدخل للإجابة. وبُغية تحديد فضاءات الدين ومجالاته.
الدين بالمعنى الشائع يقصد به قرآنيًا الالتزام لله تعالى بالتعظيم والطاعة، وأهم عنصرين في الدين هما "الوحي"، و"الحكمة".
"الوحي" مصدره مطلقٌ غيبيٌ (غيب الغيوب)، ففي الوحي جزءٌ من الغيب أسمّيه "الوحي غير المعقول"، فلا محلّ للعقل فيه. لأنه فوق التعقّل.
على أن بعض أجزاء "الوحي" يدخل فيه العقل كآلية للفهم والتدبّر والتفكّر وهو "الوحي المعقول". وهي مقدّمات للوقوف عند عتبة "الغيب المطلق" إقرارًا وتعظيمًا. بمعنى أن الإيمان بالغيب لا يكون تسليمًا هكذا، بل بالتوسّل بأجزاء "الوحي المعقول" الدّالة على "الوحي غير المعقول".
على أن بعض أجزاء "الوحي" يدخل فيه العقل كآلية للفهم والتدبّر والتفكّر وهو "الوحي المعقول". وهي مقدّمات للوقوف عند عتبة "الغيب المطلق" إقرارًا وتعظيمًا. بمعنى أن الإيمان بالغيب لا يكون تسليمًا هكذا، بل بالتوسّل بأجزاء "الوحي المعقول" الدّالة على "الوحي غير المعقول".
يكمن دور العقل كآلية في ترتيب العلاقة وتفاعلها ما بين "الوحي المعقول" و"الحكمة" وهذا من وظائف الرسول النبي عليه الصلاة والسلام ومن اتبعه وسار على دربه.
وإذا أردنا الدخول في فضاءات الدين بالمعنى الشائع، ففيه "الوحي غير المعقول" من أخبار: فيما يعلق بالله تعالى وكل ما أسند إليه من اسم أو فعل. وعالم الملائكة والجن والجنة والنار والحكمة الكلية للقدر.
وفيه "الوحي غير المعقول" من أوامر: كالصلاة وأوقاتها وأعداد ركعاتها وهيئاتها.
وفيه "الوحي المعقول" الذي دلّ عليه النص بالإشارة أو الإماءة، أو استنباطًا أو استقراءً.
وفيه "الوحي غير المعقول" من أوامر: كالصلاة وأوقاتها وأعداد ركعاتها وهيئاتها.
وفيه "الوحي المعقول" الذي دلّ عليه النص بالإشارة أو الإماءة، أو استنباطًا أو استقراءً.
لذا من يظنّ أن العقل لا مدخل له في الدين [بتاتًا] فهو مخطئ، ومن يظن أن العقل له مُدخلية [كاملة] في الدين فهو مخطئ أيضًا. فالدين الحق لا يخالف العقل الصارم، لكنه قد يكون فوق إدراكاته، فثمّة فرق بين أن يكون مخالفًا له وبين أن يكون فوق الإدراك.
بوركتم جميعًا
ولكلّ مجتهدٍ نصيبٌ
ولكلّ مجتهدٍ نصيبٌ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق