الأربعاء، 7 مايو 2014

اللسان واللغة

اللسان واللغة

يرفضُ بعض الناظرين في كتاب الله تعالى القرآن الكريم مصطلح "اللغة" ويرون أنها تفيد السّقَطَ وما لا يعتدّ به من الكلام، ويشنّعون على من يضيف لفظة "اللغة" إلى القرآن الكريم كأن يقول أحدهم: لغة القرآن الكريم. ويْكأنه اقترف جريمةً، بل يرى المتشدّدون منهم أن لفظة (لغة) في وصف القرآن هي من وحي الشيطان!

والحقيقة أن لفظة (اللغة) لم ترد في القرآن الكريم إطلاقًا، وأصلها (لُغْوة) من لَغا إِذا تكلم. ولَغا يَلْغُو لَغْواً: تكلم. وهي فُعْلةٌ من لَغَوْت أَي تكلَّمت.
وهي مختلفة تمامًا عن (اللَّغْو) و(اللَّغا) الذي هو السَّقَط وما لا يُعتدّ به من كلام وغيره ولا يُحصَل منه على فائدة ولا على نفع.

وليس ثمّة حرج في استعمال أي كلمة طالما لم يأتِ دليل على حرمة استعمالها، وعدم ذكر لفظة بعينها في القرآن الكريم لا يدلّ على أنها مرذولة أو محرّم التكلّم بها.
وعند التأمل في القرآن الكريم نجد أن الله تعالى قد وصف كتابه بأنه "بلسان عربي مبين" الشعراء: 195. واللِّسانُ في اللغة: هو جارحة الكلام، وقد يُكْنَى بها عن الكلمة. قال تعالى: "واجْعَلْ لي لسانَ صِدْقٍ" الشعراء:84.
إن دلالة (لسان) أوسع من دلالة (لغة)، فاللسان وهو آلة التعبير عن (اللغة). فالقرآن الكريم حينما وصفه الله تعالى: "بلسان عربي مبين". يكون المعنى أي بما يتداوله العرب من كلمات وإن كانت جذورها ليس بعربية. وعلى هذا فاللسان يشمل الثقافة واللغة قال تعالى: وقال تعالى: "وما أَرسلنا من رسول إِلا بلسانِ قومه" إبراهيم: 4
وقد أحسن ابن منظور لمّا سمّى قاموسه (لسان العرب) وليس لغة العرب إذ احتوى قاموسه مفردات ذات أصول غير عربية.


بوركتم جميعًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق