الأحد، 25 مايو 2014

مفهوم [الخليفة]

مفهوم [الخليفة]

قال تعالى:
"وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْ‌ضِ خَلِيفَةً". البقرة:30.

يدلّ مفهوم  [الخليفة]على مقام ومنصب للقيام بوظيفة ما، لا على معنى التناسل أو العقب من سابق، خاصّة إذا علمنا أن خلق [آدم] منفصل عن الخلق الذي سبقه، فخلق [آدم] خلق بمميّزات جديدة، إذ يمكن تقسيم الخلق إلى مرحلتين بغضّ النظر عن طبيعة تكوين ما قبل [آدم]:

  • المرحلة الأولى: خلق ما قبل [آدم].

- هناك احتمال أن الخلق السابق تمّ تدميره واستبداله. ثم تمّ تخليق خلق جديد [آدم].
- أو احتمال أنه بقي على حاله وقت تخليق [آدم] إلى زمن بعده ثم انقرض.
- أو احتمال أن يكون قد تمّ مسخهم إلى قرود أو أي خلق آخر.
راجع التفاصيل على هذا الرابط:
http://iyad2001.blogspot.com/2014/04/blog-post_2919.html


  • المرحلة الثانية: خلق [آدم] وذرّيّته.

تساؤل:
 كيف للملائكة أن تتوقع فساد هذا [الخلق الجديد]؟


هناك احتمالات:
1- احتمال أن خلق [آدم] ومكوّناته المادّية ذاتها مكوّنات خلق [ما قبل آدم] فقاست الملائكة وتوقّعت أن تكون طباع [آدم] كطباع الخلق الذي سبقه. لكن الحاصل أن تعديلاً قد تمّ على [الخلق الجديد] وهو [نفخ الروح].

وهنا إشكال وهو أن  نسل [خلق آدم] قد أفسد وسفك الدماء. فالنفخ فيه لم يمنع منه!!
2 - احتمال أن اعتراض الملائكة وسؤالهم الاستنكاري إنما هو من باب توقّع ما سيحدث وإظهار لفضلهم بُغية التقرّب إلى سيّدهم. وهذا ما أميل إليه.

إذ  أن حقيقة أمرهم أنهم أرادوا الاستئثار بالمقام [الخليفة]. فالقرآن الكريم لم ينقل لنا أي كلام منهم لما قال الرب لهم:  "إِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرً‌ا مِّن طِينٍ". ص: 71، لكن لما أخبرهم بأنه سيجعل هذا [الخلق الجديد] [خليفة] ظهر الاستنكار.
فالملائكة أظهرت العيوب والسلبيات المتوقعة من [الخلق الجديد] "يُفسد فيها ويسفك الدماء"، وأظهرت كفاءتها "نسبح  بحمدك ونقدس لك". للاستثار بهذا المقام [الخليفة]، أو إبعاد هذا [الخلق الجديد] عنه. وهذا ما كتموه. 
وقد كان جواب الربّ تعالى: "قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ". فوجه الاستنكار الملائكي قائم على أن مفهوم [الخلافة] يتعارض مع الإفساد وسفك الدماء. لكن الحكمة الربانية قائمة على أن "هذا هو المراد".  فهو تعالى يعلم ما لا تعلمه الملائكة. "قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ". البقرة: 33.
 فالرب تعالى لم يخلق [آدم] بحيث يكون منزهًا عن الفساد وسفك الدماء. بل خلقه ليختبر به أولئك الملائكة بحسب النظرية وقد سقط بعضهم على فرض أن [إبليس] أحدهم. 
انظر التفاصيل على هذا الرابط:
http://iyad2001.blogspot.com/2014/04/blog-post_30.html


فـ[الخلافة] مقام و[الخليفة] قابل للأخطاء والخطايا، والمطلوب منه النجاح في الاختبارات والابتلاءات وذلك بـ "الموازنة" بين المتدافعات، و"المفاصلة" بين المتناقضات. 

بوركتم جميعًا

ولكلّ مجتهدٍ نصيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق