الثلاثاء، 20 مايو 2014

مفهوم الفطرة

مفهوم الفطرة


سبق أن بيّنا أن [الإنسان] [المخلوق الجديد] مصمّم على نحو يتساوى فيه الاستعداد إلى الفضيلة أو إلى الرذيلة،
والاختبار إنما يكون في الاستجابة إلى داعي الخير واختيار سبيل الرشد، والابتعاد عن طريق الطاغوت والغي، والانتهاء من مرحلة [الحياة الدنيا]  ومغادرتها على هذا المنهج.

والفطرة التي فطر [الخالقُ] [الإنسانَ] بها هي التساؤل والبحث عن [الخالق]، وتعظيمه.

فالخالق تعالى فطر السماوات والأرض وهي تسجد له وتسبّح بحمده فهي منسجمة مع وظيفتها التي خلقت من أجلها.

والأصل أن [الإنسان] مهيّأ للقيام بوظيفته كـ[خليفة]، لكن الشرط يكون بتنمية الجانب الإيجابي فيه وتنحية الجانب السلبي فيه، وفي هذا محلّ الاختبار وموضع تكريم له، وتسخير سائر [المخلوقات] له.
وعلى هذا يكون مفهوم الفطرة الاستعداد الذاتي للبحث عن [الخالق] ومن ثمّ تعظيمه والسير على منهجه تعالى.

وعليه تكون الرواية "كل مولود يولد على الفطرة" صحيح إلى هذا الحدّ، لكن الإضافة: "أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ"   مخالفة للقرآن الكريم إذ تجعل الفطرة محمولة على دين الإسلام [الخاتم]، والحاصل أن الفطرة كمفهوم لا تعني [الدين الخاتم]. بل هي آلية الاستعداد الذاتي.

بوركتم جميعًا
ولكلّ مجتهدٍ نصيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق