الخميس، 29 مايو 2014

مفهوم [الغيب]



مفهوم [الغيب]

من الجذور الواردة في القرآن الحكيم جذر "غيب" حيث ورد هذا الجذر ومشتقاته في (16) كلمة، على مجموع (60) مرةً. ويمكن تقسيم هذا الجذر إلى مجموعات كالآتي:

* المجموعة الأولى: [عالم الغيب] وهو الخالق تعالى وحده. وقد ورد (12) مرّة.

* المجموعة الثانية:  [علّام الغيوب] وقد ورد (4) مرّات، المائة: 109، 116، التوبة: 78، سبأ: 48.

* المجموعة الثالثة : [الغيب لله] وقد ورد ما يفيد هذا المعنى:
"فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّـهِ". يونس: 20.
"وَلِلَّـهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ". هود: 123، النحل:77.
"لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ". الكهف:26.
"إِنَّ اللَّـهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ". فاطر: 38.
"إِنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ". الحجرات: 18.
"قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ". النمل: 65.

* المجموعة الثالثة: [مفاتح الغيب] "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ". الأنعام" 59.

* المجموعة الرابعة: [أنباء الغيب] وقد ورد بخصوص قصة كفالة مريم، وقصة سفينة نوح، وقصة يوسف.

* المجموعة الخامسة: بمعنى السر وقد ورد في قوله تعالى:
"فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ". النساء: 34.
"لِيَعْلَمَ اللَّـهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ". المائدة: 94.
"الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَ‌بَّهُم بِالْغَيْبِ". الأنبياء: 49.
"إِنَّمَا تُنذِرُ‌ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَ‌بَّهُم بِالْغَيْبِ". فاطر: 18.
"مَّنْ خَشِيَ الرَّ‌حْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ" ق:33.
"إِنَّمَا تُنذِرُ‌ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ‌ وَخَشِيَ الرَّ‌حْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ". يس: 11.
"إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَ‌بَّهُم بِالْغَيْبِ". الملك: 12.
قول يوسف: "ذَٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ". يوسف: 52.
"وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا" المجادلة: 12.
"وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ مَن يَنصُرُ‌هُ وَرُ‌سُلَهُ بِالْغَيْبِ". الحديد: 25.

* المجموعة السادسة: نفي علم الغيب عن الرسول النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
"قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّـهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ". الأنعام: 50. "وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْ‌تُ مِنَ الْخَيْرِ‌ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ". الأعراف: 188. "لَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ". هود: 31.

* المجموعة السابعة: نفي علم الغيب لرسول إلا بإذن الله تعالى:  "عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ‌ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْ‌تَضَىٰ مِن رَّ‌سُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَ‌صَدًا * لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِ‌سَالَاتِ رَ‌بِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا". الجنّ: 26-28.

* المجموعة الثامنة: [الرجم بالغيب] وقد وردت "رَ‌جْمًا بِالْغَيْبِ". الكهف: 22. وفي ذات المعنى: وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ". سبإ: 53.

*المجموعة  التاسعة: [غيابَِت الجُبّ] وقد وردت (2) مرّة.

* المجموعة العاشرة:  [الوعد بالغيب] وهو الوعد بالجنّة. "جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّ‌حْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا". مريم: 61.

* المجموعة الحادية عشرة: [الغيب] ضد الشهادة وقد ورد:
"فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ". الأعراف:7.
"مَا لِيَ لَا أَرَ‌ى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ؟". النمل: 20.
"وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْ‌ضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ". النمل: 75.
"وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ". الانفطار: 16.
"وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ". التكوير: 24.

* المجموعة الثانية عشرة:  التقريع على من يدّعي معرفة الغيب:
"أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ"؟!. الطور: 41، القلم: 47.
"أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَ‌ىٰ"؟!. النجم: 35.

وعند التأمل في القرآن الحكيم نجد أن الخالق تعالى وحده هو من يعلم [الغيب]، وأن النبيين والرسل لا يعلمون الغيب إلا لمن أذن له تعالى، وأن سائر المخلوقات لا يعلمون [الغيب] إلا بأدواته، فـ[للغيب] مستوياتٌ، فقد يكون [الغيب] في الأخبار الماضية [أنباء الغيب] مثل قصة كفالة مريم وقصة السفينة وقصة يوسف، وقد يكون [الغيب] في أمور مستقبلية كـ [الجنةّ]، وقد يكون [الغيب] في الحاضر بحيث يغيب عن شخص ولا يغيب عن شخص آخر. كقوله تعالى: "وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ". التكوير: 24.
وقد تبيّن ان لفظ [الغيب] وهو ضد [الشهادة]، وأيضًا هو السرّ والمستور، ومن صفات المتّقين: "الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَ‌زَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ". البقرة: 3.
وهذا يعني أنهم يؤمنون بـ [الغيب] بحيث يصدّقون وعوده منها [الجنّة] ويصدّقون أنباءهُ وأخباره التي أوردها في كتابه.

بوركتم جميعًا
ولكل مجتهدٍ نصيب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق