مفهوم [الغيب]
من الجذور الواردة في القرآن الحكيم جذر "غيب" حيث
ورد هذا الجذر ومشتقاته في (16) كلمة، على مجموع (60) مرةً. ويمكن تقسيم هذا الجذر
إلى مجموعات كالآتي:
* المجموعة
الأولى: [عالم الغيب] وهو الخالق تعالى وحده. وقد ورد (12) مرّة.
* المجموعة
الثانية: [علّام الغيوب] وقد ورد (4) مرّات،
المائة: 109، 116، التوبة: 78، سبأ: 48.
* المجموعة
الثالثة : [الغيب لله] وقد ورد ما يفيد هذا المعنى:
"فَقُلْ
إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّـهِ". يونس: 20.
"وَلِلَّـهِ
غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ". هود: 123، النحل:77.
"لَهُ
غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ". الكهف:26.
"إِنَّ
اللَّـهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ". فاطر: 38.
"إِنَّ
اللَّـهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ". الحجرات: 18.
"قُل
لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ".
النمل: 65.
* المجموعة
الثالثة: [مفاتح الغيب] "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا
هُوَ ". الأنعام" 59.
* المجموعة
الرابعة: [أنباء الغيب] وقد ورد بخصوص قصة كفالة مريم، وقصة سفينة نوح، وقصة يوسف.
* المجموعة
الخامسة: بمعنى السر وقد ورد في قوله تعالى:
"فَالصَّالِحَاتُ
قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ". النساء: 34.
"لِيَعْلَمَ
اللَّـهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ". المائدة: 94.
"الَّذِينَ
يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ". الأنبياء: 49.
"إِنَّمَا
تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ". فاطر: 18.
"مَّنْ
خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ" ق:33.
"إِنَّمَا
تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ". يس:
11.
"إِنَّ
الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ". الملك: 12.
قول يوسف: "ذَٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ".
يوسف: 52.
"وَلَا
تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا" المجادلة: 12.
"وَلِيَعْلَمَ
اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ". الحديد: 25.
* المجموعة
السادسة: نفي علم الغيب عن الرسول النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
"قُل
لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّـهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ". الأنعام:
50. "وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا
مَسَّنِيَ السُّوءُ". الأعراف: 188. "لَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ
إِنِّي مَلَكٌ". هود: 31.
* المجموعة
السابعة: نفي علم الغيب لرسول إلا بإذن الله تعالى: "عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ
غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ
يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ
رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا". الجنّ:
26-28.
* المجموعة
الثامنة: [الرجم بالغيب] وقد وردت "رَجْمًا بِالْغَيْبِ". الكهف: 22. وفي
ذات المعنى: وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ". سبإ: 53.
*المجموعة التاسعة: [غيابَِت الجُبّ] وقد وردت (2) مرّة.
* المجموعة
العاشرة: [الوعد بالغيب] وهو الوعد بالجنّة.
"جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ
كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا". مريم: 61.
* المجموعة
الحادية عشرة: [الغيب] ضد الشهادة وقد ورد:
"فَلَنَقُصَّنَّ
عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ". الأعراف:7.
"مَا
لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ؟". النمل: 20.
"وَمَا
مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ". النمل:
75.
"وَمَا
هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ". الانفطار: 16.
"وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ". التكوير: 24.
* المجموعة
الثانية عشرة: التقريع على من يدّعي معرفة
الغيب:
"أَمْ
عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ"؟!. الطور: 41، القلم: 47.
"أَعِندَهُ
عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ"؟!. النجم: 35.
وعند التأمل في القرآن الحكيم نجد أن الخالق تعالى وحده هو
من يعلم [الغيب]، وأن النبيين والرسل لا يعلمون الغيب إلا لمن أذن له تعالى، وأن سائر
المخلوقات لا يعلمون [الغيب] إلا بأدواته، فـ[للغيب] مستوياتٌ، فقد يكون [الغيب] في
الأخبار الماضية [أنباء الغيب] مثل قصة كفالة مريم وقصة السفينة وقصة يوسف، وقد يكون
[الغيب] في أمور مستقبلية كـ [الجنةّ]، وقد يكون [الغيب] في الحاضر بحيث يغيب عن شخص
ولا يغيب عن شخص آخر. كقوله تعالى: "وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ". التكوير: 24.
وقد تبيّن ان لفظ [الغيب] وهو ضد [الشهادة]، وأيضًا هو السرّ
والمستور، ومن صفات المتّقين: "الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ
الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ". البقرة: 3.
وهذا يعني أنهم يؤمنون بـ [الغيب] بحيث يصدّقون وعوده منها
[الجنّة] ويصدّقون أنباءهُ وأخباره التي أوردها في كتابه.
بوركتم جميعًا
ولكل مجتهدٍ نصيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق