الأربعاء، 7 مايو 2014

علم الجينات ونهاية بني إسرائيل


علم الجينات ونهاية بني إسرائيل
قراءة وتحليل في آيات الذكر الحكيم

يقرر القرآن الكريم أن بني إسرائيل قد كتب الله تعالى لهم "الأرض المقدسة" على اختلاف في تحديد حدودها الجغرافية، وبنو إسرائيل بالتأكيد بعد زمن إبراهيم عليه السلام وعلى الأرجح يُنسبون إلى نبي الله يعقوب عليه السلام، وقد سكنوا تلكم الأرض حتى أحلّت بهم مجاعة، فخرجوا منها إلى مصر زمن النبي يوسف عليه السلام، وقد جعل الله تعالى فيهم أنبياء قبل موسى عليه السلام وملوكًا، ثم مرّوا في إحدى محطاتهم التاريخية في مرحلة اضطهاد "فرعون" فظهر أبرز أنبيائهم وهو موسى عليه السلام، الذي كانت خطته إعادة بني إسرائيل إلى "الأرض المقدسة". فرفض معظمهم ابتداءً فبقوا في مصر، وفي أثناء المسير إلى "الأرض المقدسة" رجع بعضهم إلى مصر بحجة أنهم لا يصبرون على طعام واحد فضربت عليهم الذلة والمسكنة، فمن تبقّى مع موسى عليه السلام رفض جلّهم دخول الأرض المقدسة فحرّمها الله تعالى عليه أربعين سنة وكان "التيه" والضلال. ثم بعد وفاة موسى عليه السلام دخولها وظهر فيهم أنبياء وملوك كداود وسليمان عليهما السلام، إذ جاء في الزبور أن مناط البقاء في "الأرض المقدسة" هو المحافظة على"الصلاح"، لكن لم يلبث أن ظهر الفساد مجدّدًا فيهم فتشتتوا وسُبُوا، ثم لما أتيح لهم المجال للعودة زمن "قورش" الفارسي آثر بعضهم البقاء في أرض الشتات، وعاد بعضهم الآخر إلى "الأرض المقدسة" ليظهر فيهم نبي بطابع روحي لم يألفوه إنه المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام. فرجعوا في إفسادهم ليتشتتوا تارةً أخرى.
ومع ظهور خاتمة الرسالات "القرآن العظيم" فقد تم إعطاء بني إسرائيل فرصة لدخول "الأرض المقدسة" بشرط عدم الإفساد، ولعلم الله تعالى المسبق بفسادهم فقد قال تعالى:
"وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْ‌ضِ مَرَّ‌تَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرً‌ا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ‌ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا * ثُمَّ رَ‌دَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّ‌ةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ‌ نَفِيرً‌ا * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَ‌ةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّ‌ةٍ وَلِيُتَبِّرُ‌وا مَا عَلَوْا تَتْبِيرً‌ا * عَسَىٰ رَ‌بُّكُمْ أَن يَرْ‌حَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِ‌ينَ حَصِيرً‌ا". الإسراء 4-8.
فالقرآن الكريم يقرر حتمية تاريخية وهي أن بني إسرائيل سيفسدون مرّتين وسيعلُون علوًّا كبيرًا. فالإفساد الأول سيُواجه بعباد خُلّص لله تعالى، وينجم عنه تشتيت لبني إسرائيل، ثم بعد حين من الزمان، يستجمع بنو إسرائيل شعثهم لتكون نهايتهم في "الأرض المقدسة" التي تطهّر العالم من نجاسة أخلاقهم ووحش إنسانيتهم.
وهذه الفرصة قائمة على أساس جوهري وهو [ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ] وقاعدة: [وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا].
وهنا يخطر على القارئ سؤال هامّ وهو: هل سكّان دولة "إسرائيل" في العصر الحديث هم بنو إسرائيل؟

والجواب على هذا بالتأكيد ليس كلهم من ذرّيّة إسرائيل فلعلّ القليل جدًا منهم من بني إسرائيل، وعليه تكون دولة "إسرائيل" مشروع سياسي قائم على أسطورة وأكذوبة عالمية.
وبهذا يكون الإفساد الأول لم يحصل أساسًا، لعدم اجتماع طرفي المعادلة المطلوبة وهي:

بنو إسرائيل + إفساد وعلوّ <==> عباد خُلّص لله تعالى

واقع المعادلة هو:
إسرائيل فيها بعض بني إسرائيل + إفساد وعلوّ <==> عباد خُلّص لله تعالى
وحتى تكتمل المعادلة، فلا بدّ أن يجتمع بنو إسرائيل في "الأرض المقدسة" ويكون حالهم الفساد والإفساد.
قال تعالى:
"وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْ‌ضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَ‌ةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا". الإسراء: 104.
فكيف يكون هذا الاجتماع؟؟
فبعد الوعد الأول الذي سينجم عنه تشتيت لبني إسرائيل، يعمد بنو إسرائيل لتجميع أنفسهم بحيث يميّزون أنفسهم بخصائص وراثية تعتمد على نظام الهندسة الجينية، ولليهود اليوم اهتمام بالغ في هذا العلم، فمن لديه متابعة متابعة يعرف هذا.
فالله تعالى الذي علّم الإنسان ما لم يعلم ليوظّفه في خدمة الإنسانية، إلا أن بني إسرائيل يستغلون علم الوراثة والجينات فيما يدمّر البشرية لكنهم مخطئون فسيردّ المكر إلى نحرهم. " وَلِيُتَبِّرُ‌وا مَا عَلَوْا تَتْبِيرً‌ا".

بوركتم جميعًا
ولكلّ مجتهدٍ نصيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق