رسالة الرسول النبي عالمية؟!!!
في ذكرى مولده صلى الله عليه وآله وسلّم
على المسلمين أن يبرهنوا على أنهم أتباع لرسالة الإسلام، وذلك من خلال فهمهم لطبيعة ومقصد الرسالة ابتداءً. فهل مقصد الرسالة هو إفحام غير المسلمين وإثبات سوء معتقدهم؟!!!
على المسلمين أن يدركوا أن الهدف الأساسي للإسلام هو إقامة الميزان والقسط وهي القيَم التي نفتقدها في أبسط الدوائر والعلاقات ابتداءً من القبيلة إلى الحزبية إلى الوظيفة والوجاهة.
قال تعالى:
"لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ". الحديد: 25.
صحيح أن من أهداف الرسالة تأكيد الخالقية، واستحقاقه للتعظيم كما قال تعالى:
الهدف :"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ". الأنبياء: 25.
لكن مع أهمية هذا الهدف إلا أن معظم المسلمين قدّموا هذا الهدف على هدف تحقيق المقاصد والقيّم الإنسانية. لذا أرى أن المنهج المقاصدي المبني على القيَم له الأولويةّ.
قال تعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ". آل عمران: 110.
نلاحظ تقديم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان بالله، لأن سلوك المؤمن الحق سيجعل منه محلّ قدوة واقثفاء. ونحن نشهد آثاره حينما نرى مسلمي الشرق الذي دخلوا في الإسلام لأخلاق أسلافنا، وما نراه في جهة الغرب حيث أسبانيا (الأندلس).
وبهذا المنهج تكون رسالة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عالمية: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ". الأنبياء: 107.
فبالمقاصد والقيَم تكون الرسالة عالمية : "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ". سبأ: 28.
بوركتم جميعًا
ولكلّ مجتهدٍ نصيبٌ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق