الخميس، 24 ديسمبر 2015

الزواج من الصغيرات




من الآيات العلاجية
الزواج من الصغيرات

لطالما يتساءل الكثيرون حول الزواج من الصغيرات وهل فعلاً القرآن الكريم أباح ذلك؟
وقبل الإجابة عن هذا التساؤل أودّ تقديم بعض التأملات في القرآن الكريم:


أولاً: لفظ النساء في القرآن الكريم يشمل الصغيرة والكبيرة:"يُوصِيكُمُ اللَّـهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا". النساء: 11.

ثانيًا: دلالة (لم) التي تدخل على الفعل المضارع وهو يفيد الدلالة على حدوث الفعل في الزمن الحاضر، فإذا سُبق بـ(لم) الجازمة جاء للدلالة على الزمن الماضي.
مثال مريم عليها السلام وهي أنثى، والأنثى قد تمارس الجنس، لكنها عليها السلام لم تمارسه حيث قالت مريم كما في قوله تعالى: " وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا". مريم: 20.
وهنا الدلالة تفيد عدم وقوع الوصف في السابق وهو الممارسة من قبل قطعيًا.

أما دلالة (لا) التي تدخل على الفعل المضارع فإذا سُبِق بـ (لا) النافية فتنفي زمنه في الحاضر.
فحال المؤمنين في الجنة أن لا يمسُّهم نصبٌ، لكن قد مسّهم نصب سابقًا في الدنيا. فهنا الدلالة تفيد انقطاع بعد وجود. كما في قوله تعالى: "لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ". الحجر: 48.

وهنا نلاحظ الفرق في دلالة (لم يمسَسْ)، ودلالة (لا يمَسُّ).

الآن نتأمل قوله تعالى:
"وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا". النساء: 4.
فـقوله: "وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ". هن اللائي لم يسبق لهنّ الحيض أساسًا، فلو أراد أن يقول غير ذلك مما يقتضي انقطاع الحيض لسبب طارئ كاليأس أو الحمل لعبّر عن ذلك بقوله [لا يحضْن]. وعليه فإن المقصود من اللائي لم يحضنَ تدخل فيه الصغيرات و النساء اللائي لديهم خلل في الحيض بالرغم من بلوغهنّ، فلم يحضَنَ حتى لحظة الطلاق.

ثالثًا: عدّة المطلقّات:
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ". الطلاق: 1.

والمطلّقات تكون إحدى الحالات الآتية:
* غير مدخول بها (لا عدّة):
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا". الأحزاب: 49.

* مدخول بها:

1- ذات حيض (ثلاثة قروء):
"وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّـهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ". البقرة: 228.

2- اليائسات من الحيض: (ثلاثة أشهر) وهنّ قسمان:
أ- المتأكدات من انقطاع الحيض بتقدّم السنّ أو بسبب آخر مثل استئصال المبيَض.
ب- المرتابات بسبب اقترابهنّ من سنّ اليأس أو بسبب خلل هرموني.
"وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ".النساء: 4.

3- الصغيرات أو اللائي لم يحضْنَ مطلقًا بالرغم من البلوغ لخلل هرموني: (ثلاثة أشهر)
"فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ". النساء: 4.

4- الحوامل: (وضع الحمل)

"وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا". النساء: 4.

رابعًا: اليتامى لفظ يشمل الذكور والإناث الصغار.
وقد يحدث كما هو الآن أن تصبح الصغيرة يتيمة لسبب أو لآخر، وقد كان العلاج وقت التنزيل أن يقوم وليّها بأخذ مالها والإنفاق عليها، لكن قد يظلمها البعض فقال تعالى محذّرًا: "وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا". النساء: 2.
"وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا ۚ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ". النساء: 6. "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا". النساء: 10.
ولمّا جاء التحذير بهذه الصيغ فقد ثقلت على بعض المؤمنين إذ خشُوا ألا يقسطوا في اليتيمات فقال تعالى:
"وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا * وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا". النساء: 3- 4.

وقد عالج القرآن الكريم مسألة اليتيمات في حال امتناع البعض عن إعطائهنّ ما كتب الله لهنّ فقال تعالى:
"وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَىٰ بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا". النساء: 127.
وقوله تعالى: " وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ" دليل على زواج الصغيرات، إذ كان في المجتمع المدني وقت التنزيل يعدّ الزواج من الصغيرات من العُرف.

أما قوله تعالى:
"وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا ۚ وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا". النساء: 6.

فالآية تعالج مسألة تأسيسية وهي دفع الأموال المستحقة لليتامى ذكورًا كانوا أو إناثًا، وهذا يكون في شرطيْن:
1- "فإذا بَلَغُوا النِّكَاحَ". وصول اليتيم إلى سنّ النكاح، وهذا يدلّ على أن هناك بعض اليتيمات لم يتزوجنَ بعد.
20 :فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا". وإذا كانت تصرفات اليتيم رشيدة.
بهذيْن الشرطيْن يُعطى اليتامى حقوقهم المالية المستقلة. وتحديد سنّ النكاح متروك للعُرف. وقد علمنا أنه من العُرف أيضًا نكاح الصغيرات كما في آية 127 من سورة النساء، وآية 4 من سورة الطلاق، حيث عدّة الصغيرة المطلقة.

لذا فإن الزواج من الصغيرات وقت التنزيل وفي بعض المجتمعات مقبول، وقد عالج القرآن الكريم الواقع القائم آنذاك من غير أن يؤسس له. فكل الآيات الكريمات التي تطرّقت إلى نكاح الصغيرة أو عدّة الصغيرة المطلقة هي من قسم الآيات العلاجية. ذلك أن مؤسسة الزواج والأسرة في ذاك الزمان وفي بعض المجتمعات الحالية قائمة على قدرة الصغيرة على الوطء ومعرفة بسيطة بشئون الحياة، أما في هذا الزمان وفي كثير من المجتمعات فإن مؤسسة الزواج غير متوقفة على الوطء بل المرأة أصبحت تزاحم الرجال في ميادين العلم والفكر.





إشكالات المؤرخين وتقديرات الأعمار (1)
سنّ فاطمة وعائشة عليهما السلام
يقول المؤرخون في رواية إن فاطمة عليها السلام أكبر من عائشة عليها السلام بـ (5) أعوام، وفي رواية أخرى إن فاطمة عليها السلام أصغر من عائشة عليها السلام بـ (5) أعوام. ويقولون في روايتين أن فاطمة عليها السلام إما ولدت قبل البعثة بـ (5) أعوام، أو بعد البعثة بـ (1) عام واحد.
وعلى الفرْض الأول فسيكون عمر فاطمة عليها السلام وقت وفاة السيّدة خديجة عليها السلام (15) عامًا، وعلى الفرض الثاني سيكون عمرها (9) أعوام.


الإشكال :ذكرت المصادر التاريخية أن السبب في رغبة الرسول النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الحصول على زوجة تحرص على بناته. فإذا كانت فاطمة عليها السلام أكبر من عائشة عليها السلام فهذا يعني عند احتمال سنّ فاطمة (15) عامًا يكون عمر عائشة عليها السلام (10) عامًا، وعند احتمال سنّ فاطمة (9) أعوام يكون عمر عائشة عليها السلام (4) عامًا.
وهذا الفرض مستبعد لأنه مخالف لمقصد الزواج وهو الحرص على تربية البنات. وعليه ففرض أن فاطمة أكبر من عائشة عليهما السلام يضعف كثيرًا.

فيكون الفرض أنّ سنّ عائشة أكبر من فاطمة عليهما السلام بـ (5) أعوام هو الأقوى.
وعليه يكون الاحتمال الأول: عمر عائشة لما توفيت السيدة خديجة عليهما السلام (20) عامًا، أو (14) عامًا.

كل ما سبق لا يمكن الاعتماد عليه لسبب بسيط أن الروايات التاريخية لا موثوقية بها، على المناهج المتبعة فيها كآتي:
1- تقديم الروايات "الحديثية" على الروايات "التاريخية". (أهل الحديث)
2- الأخذ بالرواية التي توافق فكر الباحث. (بعض الباحثين)
3- عدم الأخذ بأي رواية سواء كانت "حديثية" أو "تاريخية" والاكتفاء بالقرآن المجيد. (القرآنيون).
4- الأخذ بالروايات "الحديثية" و"التاريخية" التي لا تناقض أو تخالف القرآن المجيد. (المقاصديون).

والذي أنتهجه هو المنهج الرابع، على أنّ الروايات "الحديثية" هي المقدّمة في النظر إليها قبل "الروايات التاريخية" لما تعرّضت له "الروايات الحديثية" من تنقيح في الأسانيد وللتساهل الذي اعترى "الروايات التاريخية".


إشكالات المؤرخين وتقديرات الأعمار (2)سنّ فاطمة وعائشة عليهما السلام وقت الدخول بهما

سبق أن ذكرتُ آراء المؤرخين حول تقدير عمر فاطمة عليها السلام لما توفيت السيّدة خديجة عليها السلام حيث كان على الأرجح (15) عامًا، ولما كان الأرجح أن عائشة عليها السلام أكبر من فاطمة عليها السلام بـ (5) أعوام فيكون عمر عائشة لما توفيت السيدة خديجة عليهما السلام (20) عامًا، أو (14) عامًا.


وقد ذكر المؤرخون أن زواجه الرسول النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسيّدة عائشة عليها السلام كان بعد الهجرة (1 هـ)، فيكون عمر عائشة عليها السلام بناءً عليه إما (23-24) عامًا أو (17-18) عامًا، وعمر فاطمة عليها السلام (18) عامًا.

الإشكال هو الآتي:
ورود روايات تفيد أن عائشة عليها السلام قد دُخل بها وهي في عمر (9) أعوام، وروايات تفيد أنها قد كانت مخطوبة من قبل لمطعم بن عدي وعلى الأرجح كانت هذه الخطبة قبل البعثة، وكما نجد روايات ذكرها المؤرخون تفيد الآتي:

• تزوج أبو العاص بن الربيع [زينب] وقد ولدت وعمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (30) عامًا. فيكون عمرها عند البعثة هو (10) أعوام.
• تزوج عتبة بن أبي لهب [رقية]، وعمره صلى الله عليه وآله وسلم (33) عامًا، فيكون عمرها عند البعثة هو (7) أعوام.
• تزوج عتيبة بن أبي لهب [أم كلثوم]، وعمره صلى الله عليه وآله وسلم (34) عامًا، فيكون عمرها عند البعثة هو (6) أعوام.

وكما قلتُ سابقًا فإن "الروايات التاريخية" مضطربة، وأسانيدها لا تثبت، والروايات "الحديثية" وأكثر صحّة من حيث الإسناد تصرّح أن السّيّدة عائشة عليها السلام قد دُخل بها وهي في سنّ (9) أعوام.

الحلول المقترحة:1- تقديم الروايات "الحديثية" على الروايات "التاريخية". (أهل الحديث) فسنّ الدخول هو (9) أعوام.

2- الأخذ بالرواية التي توافق فكر الباحث. (بعض الباحثين) أي سنّ ممكن (9) أعوام، وممكن (23-24) عامًا أو (17-18) عامًا. بحسب الفكرة المسبقة التي يريدها الباحث.
3- عدم الأخذ بأي رواية سواء كانت "حديثية" أو "تاريخية" والاكتفاء بالقرآن المجيد. (القرآنيون). ولا أي واحدة من الروايات كلها عبط وخبل!!
4- الأخذ بالروايات "الحديثية" و"التاريخية" التي لا تناقض أو تخالف القرآن المجيد. (المقاصديون). محاكمة الروايات الخاصة بزواج الصغيرات في ضوء القرآن الكريم.


إشكالات المؤرخين وتقديرات الأعمار (3)
يورد المؤرخ ابن حجر في "الإصابة" رواية تفيد أن فاطمة عليها السلام أكبر من عائشة عليها السلام بـ (5) أعوام، وفي رواية عند الذهبي في "سير أعلام النبلاء" أن فاطمة عليها السلام أكبر من عائشة عليها السلام بـ (8) أعوام. علمًا بأن عائشة عليها السلام ولدتْ بعد المبعث بـ (4) أو (5) سنوات كما أفاد ابن حجر في الإصابة.

وعلى فرض أن فاطمة عليها السلام أكبر من عائشة بـ (5) أعوام، وأنها ولدت قبل البعثة (5) أعوام كما نقل ابن حجر، فيكون عمر فاطمة عليها السلام لما توفيت خديجة عليها السلام (ت: 10 للبعثة) (15) عامًا، وعليه سيكون عمر عائشة عليها السلام آنذاك إما (5) أو (6) أعوام، ويكون الفارق بين عمر عائشة وفاطمة عليهما السلام (10) سنوات، أو (9) سنوات، وعلى حساب أن فاطمة عليها السلام كانت في عمر (9) لما توفيت خديجة عليها السلام حيث ولدت بعد المبعث بسنة. فسيكون الفارق بينهما (4) أو (3) سنوات.

أما على فرض أن فاطمة عليها السلام أكبر من عائشة عليها السلام بـ (8) أعوام كما في رواية الذهبي، وقد ولدت قبل البعثة بـ (5) أعوام، وعليه فيكون عمر فاطمة عليها السلام لما توفيت خديجة عليها السلام (ت: 10 للبعثة) (15) عامًا، وعليه سيكون عمر عائشة عليها السلام آنذاك إما (7) أعوام، وهذا يعني أنها ولدت بعد البعثة بـ (3) سنوات. وعلى حساب أن فاطمة عليها السلام كانت في عمر (9) لما توفيت خديجة عليها السلام. فسيكون عمر عائشة عليها السلام (1) عامًا!!.
فالمحصلة كالآتي بالنسبة لسنة وفاة السيّدة خديجة عليها السلام:
* على فرض أن فاطمة (ع) السلام ولدت قبل البعثة بـ (5) أو بعد البعثة بـ (1) سنة وعائشة (ع) ولدت إما في (4) (5) للبعثة:
1 احتمال ف (5) قبل البعثة ع (4) بعد البعثة ==>فاطمة (ع) السلام (15) عامًا وعائشة (ع) (6) أعوام.
2- احتمال ف (5) قبل البعثة ع (5) بعد البعثة ==> فاطمة (ع) السلام (15) عامًا وعائشة (ع) (5) أعوام.
3- احتمال ف (1) بعد البعثة ع (4) بعد البعثة ==>فاطمة (ع) السلام (9) عامًا وعائشة (ع) (6) أعوام.
4- احتمال ف (1) بعد البعثة ع (5) بعد البعثة ==>فاطمة (ع) السلام (9) عامًا وعائشة (ع) (5) أعوام.

* وعلى فرض [الذهبي] أن فاطمة (ع) السلام ولدت قبل البعثة بـ (5) أو بعد البعثة بـ (1) سنة وهي أكبر من عائشة (ع) بـ (8) سنوات:
1- احتمال ف (5) قبل البعثة ع (3) بعد البعثة ==>فاطمة (ع) السلام (15) عامًا وعائشة (ع) (5) أعوام.
2-احتمال ف (1) بعد البعثة ع (9) بعد البعثة ==>فاطمة (ع) السلام (15) عامًا وعائشة (ع) (1) عامًا.

والخلاصة هي احتمال أن تكون فاطمة عليها السلام وقت وفاة السيّدة خديجة عليها السلام كانت في عمر إما (15) أو (9) أعوام.
أما احتمالات عمر عائشة عليها السلام فقد تراوحت ما بين (1) و (5) و(6).
احتمال لما كانت فاطمة (ع) (15) عامًا كانت عائشة (ع) إما (5) أو (6) عامًا.
احتمال لما كانت فاطمة (ع) (9) عامًا كانت عائشة (ع) إما (5) أو (6) عامًا. أو (1) عامًا.
نلاحظ أن الاحتمالات في سنّ عائشة عليها السلام كما هي. لكن احتمال (1) عامًا هو ما نقله الذهبي والذي هو مستبعد جدًا جدًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق