يُخلق الإنسان على هذه الأرض حيًا بعد أن يكون قد قُدّر له أن يُصطفى من بين ملايين النّطف التي لم يكتب لها أن تمّر بالمرحلة الجنينية. فالإنسان الحي بعد اصطفائه يبقى أمامه مرحلة الجنينية حيث يمكث فيها شهورًا ثم يخرج إلى النور. فيكون قد أعطاه الخالق تعالى (النّفْس).
وقد أعطى "الخالق" هذا "المخلوق" (الوعي) الذي به يمّيز الأشياء والأشخاص ويقدّر المواقف. ورتّب "الخالق" بعد ذلك (الحرية). والتي من خلالها تكمن عملية (الاختيارات). لكن التقليد والجمود يأسر الحرية بقيد الخوف من الآخر أو الذوبان فيه.
الاختيارات التي يختارها الإنسان
في حياته تشكل لديه مواقف وهذه لا تكون إلا في إطار (الوعي)، وهذا بدوره يؤثر في (النفس)
سلبًا أو إيجابًا، قال تعالى: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن
دَسَّاهَا". الشمس: 7-10. فالخيارات الواعية الإيجابية تُزكي الإنسان، والخيارات الواعية السلبية
تُرديه وتُنحي الإيجابية عنده.
فكل من يقرأ كلماتي الآن.. له (نفسٌ).. و(وعيٌ) و(حريةٌ).لكن ما أظنّه أن كثيرًا من الناس ليس لديهم (حرية الاختيار) فهم أسرى الحزبية والمذهبية والطائفية.
بوركتم جميعًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق