الجمعة، 18 أبريل 2014

جدلية "الذكر" و"الأنثى"

جدلية "الذكر" و"الأنثى"


  

تبدأ عملية التفكير وفق آلية مُودَعة في "المخلوق" ويتميّز "الإنسان" عن بقية "المخلوقات" بقدرات تفكيرية أرقى فهو "خليفة في الأرض". وإذا كان "الخالق" قد حَبا "الإنسان" بهذه اللياقات ورتّب عليها المسئوليات، فإنه خلقه على مبدأ الزوجية "الذكر والأنثى".

وقد ركّب "الخالق" بُنية "الذكر" –غالبًا- قويةً ليقوم بمزيد نشاطات وهي البدنية، وركّب بُنية "الأنثى" –غالبًا- ليّنة القوام والكلام ومزيد نشاطات خاصة أنثوية من حيض ونفاس وحمل وولادة وإرضاع.

ابتدأت "الخليقة" بقسوة الطبيعة التي جعلت من "الذكر" متقدّمًا "قوّامًا" نتيجة قوته البدنية وتحمّل المشاقّ في تحصيل المغذّي ودفع ما يؤذي. ونشأت الأجيال تُعلي من "الذكورية" ولتكون "الأنثى" متأخرة –غالبًا- خلا بعض ومضات من التاريخ نادرة.

فمثلاً لا نجد ضمن النبيّين "الذكور" أي نبيّة وإن قال بعض المفسرين بأن "مريم" عليها السلام نبيّة لكن تبقى هذه حالة نادرة في عداد النبيين والمرسلين.
وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم "كوعاء فكري" فإنه أكد أن "النبيين" هم "رجال" ذلك لقدرتهم على تحمّلهم المشاقّات والصعوبات. لكنّه أيضًا قصّ علينا حكاية "ملكة سبأ" وفصّل لنا بعضًا من فِطنتها وذكائها.

ولما كان نزول القرآن الكريم في بيئة "ذكورية" عامة فقد بدا الخطاب القرآني يغلب عليه "الخطاب الذكوري"، لكنه من حيث المسئولية فقد رتّبها على كلا الجنسين "الذكر والأنثى". فهو بذلك يخاطب "الواقع" ليبني "المنهجية" في تحمّل المسئولية وفعل الخير بقدر المستطاع.

ولم يحكم القرآن الكريم ولا المنهجية النبوية على قدرات ولياقات "الأنثى" في التفكير بنقصان، إنما خاطب واقعها وهو واقع تاريخي له جذوره، بل اعتمد القرآن المجيد "الشهادةَ" كقيمة إثبات وتحقيق للعدالة، والشهادة لا تتوقّف على الجنس، بل تعتمد على "الخبرة"، والخبرة طريقها "التعلّم والممارسة".

لذا فإن "الخالق" كما أرسى مبدأ الزوجية "الذكر والأنثى" وراعى في كل مرحلة تاريخية ما يناسبها حتى أنزل القرآن المجيد "كرسالة أخيرة" ليكون للعالمين، فقد انطلق من خطاب الواقع ليُبلور منهجية "العدالة" ويحثّ على فعل الخيرات وتحمّل المسئوليات بقدر الوُسع.

فـ"الأنثى" ضمن منهجية القرآن الكريم تشكّل مع "الذكر" مبدأ الزوجية والتوريث، يقوم على أساس "الودّ والرحمة"، ومعها ومعه تُدفع عجلة التحضر بـ"العمل الصالح" كُلٌّ بقدر طاقته ومهاراته.

بوركتم جميعًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق