الخلقُ الذي سبقَ خلق آدم
عليه السلام/الآدميين:
· مفسدون في الأرض: (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن
يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ
وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ). البقرة: 30.
· أراد الله
تعالى أن يستخلف من بعدهم خلقًا آخر: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ
خَلِيفَة).
البقرة: 30.
· احتمال راجح أن
يكون الله تعالى قد أهلكهم مضيًا على سُنّته فاستخلف آدم:
قال تعالى: (وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا) الإنسان: 28. وقال تعالى: (عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ). المعارج:41، وقال تعالى: (عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ). الواقعة: 61. وقال تعالى: (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم). محمد:38.
· وأيضًا هناك
احتمال قوي أن الله تعالى قد مسخهم إلى قرود.
· وعلى
الاحتمالين فهم كانوا مكلفين:
(وَمَا كَانَ رَبُّكَ
لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ). هود: 117. وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ
قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا
بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ).
الأنعام: 113. وقال تعالى: (وَإِذَا
أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ
فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا). الإسراء: 16. (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا).
الإسراء: 15.
احتمال راجح أنهم مخلوقون
من طين لكن خلق آدم متطور عن خلقتهم. وما يشير إلى هذا استفسار الملائكة: (قَالُوا
أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ
الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ). البقرة: 30. فالملائكة قاست خلق آدم بما قبله من حيث
الشكل الظاهر. فظنّت أن آدم سيكون على شاكلتهم. فقد أخبرهم قبلها أنه: (إِذْ
قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ). ص:71. ولم
يسجل لنا القرآن الكريم أي استفسار صدر من الملائكة فالله تعالى يفعل ما يريد، لكنه
لما قال إنه سيجعل في الأرض خليفة، والملائكة قد علمت أنه من طين، فقد توقعت أن
هذا المخلوق البشر الجديد سيشابه في سلوكه المخلوق السابق. لذا فالمخلوق السابق
ممكن أن يكون مخلوقًا من طين.
· لا شك أن الماء
يدخل في أصل تكوينهم: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ). الأنبياء:30.
· لا يوجد دليل في طريقة تناسلهم كونها تكاثر جنسي أو لا
جنسي: وهذا لا ينفي
أن من قبل آدم مختلف في طريقة التناسل. وممكن تكون ذات الطريقة لا حسم في القضية.
· لم يبقَ منهم
أي مخلوق. إلا إن كانوا قد مسخوا ولهم ذريّات.
· إخبار الله تعالى
الملائكة بأمرين:
الأول: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ
لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ
وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ).
ص:71-72. وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن
صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ
سَاجِدِينَ). الحجر: 28-29. ونلاحظ أن لا استفسار للملائكة عن هذا الخلق.
الثاني: "وَإِذْ قَالَ
رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ". البقرة: 30.
نلاحظ في هذا المقام بالرغم من استفسار الملائكة حول الباعث على استخلاف
هذا المخلوق الجديد. مع ذلك لم يعاتب الله
تعالى الملائكة على استفسارهم بل أجابهم.
· توقع الملائكة كان في محله: فقد عصى آدم عليه السلام ربه من غير عزم، وبعد أجيال سفك
أحد أبناء آدم دم أخيه. (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ..
قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ). المائدة: 27. لعل هذا جعل بعض الملائكة فيما بعد
يتبعون إبليس
· خلقٌ جديدٌ:(قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ). ص: 75.
·
آدم خليفة الله تعالى على الأرض: (يَا دَاوُودُ إِنَّا
جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ). ص:26.
فلو كان آدم –الإنسان- خلیفة لمخلوق سبقه لجُعل ذلك المخلوقُ السابقُ أرفعَ مكانًا من آدمَ الذي خلفهم وهذا مغاير للواقع، إذ إنَّ الله أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام.
· أطوار خلق آدم:
-
(وجعلنا من الماء كل شيء حي).
- (كمثل آدم خلقه من تراب).
- (خلقكم من تراب).
- (من سلالة من طين).
-
(من طين لازب).
-
(من صلصال من حمإ مسنون).
-
(من صلصال كالفخار).
· احتمال أن الله
تعالى خلق آدم وحده بدايةً.
· احتمال راجح أن
الله تعالى خلق بشرًا ومن جملتهم آدم وهو المصطفى عليهم. "إن الله اصطفى آدم..". لكن الخطاب في القرآن الكريم كان
مركزًا على آدم.
· لذا على هذا
الاحتمال تكون حوّاء خلقت معه في نفس اللحظة.
· وعلى هذا
الاحتمال يكون هناك أشخاصًا كثر. فلا داعي لتزاوج الإخوة.
· خلق
البشر-الإنسان- الناس من نفس واحدة.
"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساءً".
النساء:1. وقال تعالى: "هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مّن
نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا
لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فلما تغشاها حملت حملاً خفيفا". الأعراف:189، وقال
تعالى: "خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ وٰحِدَةٍ ثم جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا".
الزمر: 6. وقال تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك
لآيات لقوم يتفكرون". الروم:21.
فالنفس الواحدة على الراجح هي النفس البشرية المتمثلة بالجنس البشري. فالزوجة –المرأة- الأنثى – الإنسان مخلوقة بشرية يقترن بها زوج- رجل- ذكر- إنسان، "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا". فالآية تبين بوضوح أن المرأة ليست مخلوقة كجزء من جسد الرجل أو ضلعه[1].
فالنفس الواحدة على الراجح هي النفس البشرية المتمثلة بالجنس البشري. فالزوجة –المرأة- الأنثى – الإنسان مخلوقة بشرية يقترن بها زوج- رجل- ذكر- إنسان، "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا". فالآية تبين بوضوح أن المرأة ليست مخلوقة كجزء من جسد الرجل أو ضلعه[1].
· إسجاد الملائكة
له فور الانتهاء من تسويته ونفخ فيه من روح الله تعالى.
· تنبيه وإخبار
آدم بأن إبليس عدو له وزوجه ولمن معه من المخلوقين: "فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا
يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا
تَعْرَىٰ * وَأَنَّكَ لَا
تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى" طه: 117-119.
· أمر آدم بالسكن
مع زوجه الجنة وهذا يشمل المخلوقين معه بالدخول إلى الجنة.
· والتمتع بالأكل
رغدًا والنهي عن الاقتراب عن (هذه) الشجرة.
الأكل من
الشجرة بغير عزم:
"وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ
النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا
يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ". الأعراف: 21-22.
"وَلَقَدْ
عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا". طه: 115.
خطاب الله
تعالى لآدم بعد الأكل من شجرة:
"وَنَادَاهُمَا
رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا
الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ * قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا
أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ". الأعراف: 22-23.
طلب
المغفرة مباشرة بعد الأكل من الشجرة:
"قَالَا رَبَّنَا
ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ". الأعراف:23.
طه: 120-121.
"ثُمَّ
اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ". طه: 122.
"فَتَلَقَّىٰ
آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ". البقرة: 37.
·
آدم
عصى من غير عزيمة، وطلب المغفرة مباشرة، أما إبليس فقد عصى ربه بقصد وتكبر، وكان العقاب
واحدًا وهو الطرد من الجنة. إبليس حصل على الخلود، لكن آدم حصل على التوبة بعد
هبوطه.
·
ما
تعلمه آدم من إبليس: أن القسم عظيم (فبعزتك)، وأن هناك يوم للبعث، وأن الموت
سيشمله.
·
آدم
وجد في بيئة من اللحظة الأولى مُكرّم (سجود الملائكة) ومُنعّم (يأكل رغدًا حيث
يشاء من الجنة)، ومُعلّم (علمه الأسماء كلها)، بقي عليه أن يعرف (كُنه الشجرة
المنهي عنها) وأن يعرف السبيل إلى الخلود. وهما هاجسه ونقاط ضعفه.
بوركتم جميعًا
[1] (من نفس
واحدة) المقصود بها: آدم (جماهير العلماء)، ورأي آخر: حواء (د. عدنان إبراهيم)، ورأي
ثالث: (أبو مسلم الأصفهاني) النفس البشرية. ورابع: من طين (د. عماد حسن) صاحب نظرية آذان الأنعام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق