جدلية [من عند الله] [فمن نفسك]
ومما تميّز في هذه المنظومة [النوع الإنساني] الذي حباهُ "الخالق" تعالى حريةَ الإرادةِ والاختيار.
وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: "وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً * مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً". النساء: 78-79.
فقوله تعالى: [كُلٌّ من عند الله] فقد ذهبت عامّة التفاسير في المحصّلة إلى أن: "كل ما أصاب الناس من خير أو شر، أو ضر أو نفع، أو شدة أو رخاء، فمن عند الله تعالى، لا يقدر على ذلك غيره، ولا يصيب أحدًا سيئة إلا بتقديره، ولا ينال رخاء ونعمة إلا بمشيئته. فالجميع بقضاء الله وقدره".
وأما قوله تعالى: [فمن نفسك] فحاصل المعنى: "ما أصابك أيها المؤمن من خصب ورخاء، وصحة وسلامة، وغنى وفقر، وسراء وضراء، ونعمة ونقمة، فبفضل الله عليك وإحسانه إليك؛ وما أصابك من جدب وشدة، وهمٍّ وغمٍّ، ومرض وسقم، فبذنب أتيته، وإثم اقترفته، وعمل كسبته، فعوقبت عليه".
والذي أراه أن هذا التفسير لا يتناسب مع مقام الرسول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فما أصابه من سيئة لا يكون نتيجة ذنبه استحقّ العقوبة عليه!!
وعليه يمكن القول إن ما يصيب [الإنسان] يكون أحد حالتين:
1- نابع عن إرادة حرّة واختيار، فالكسب الإيجابي "الحسنة" أو الكسب السلبي "السيّئة". هي من باب [فمن نفسك].
2- غير نابع عن إرادة حرّة واختيار، فالكسب الإيجابي "الحسنة" أو الكسب السلبي "السيّئة". هي من باب [من عند الله]. والمقصود منه الابتلاء، "الحسنة" يقابلها الشكر، و"السيّئة" يقابلها بالصبر يؤيّد ذلك قوله تعالى: "أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ". النمل: 40.
بوركتم جميعًا
قتل نفسًا عن عمد، فأقاموا عليه الحدّ أو (عاقبوه)، فوقع عليه كسب سلبي، لكنه ناتج عن إرادته الأولى (القتل العمد)
ردحذف