السبت، 19 أبريل 2014

الدين والصراعات



يشكّل "الدين" جملة من "الأفكار" التي تتعاطى مع "عالم الغيب" و"عالم الشهادة" فتقدّم تصوّرًا عن الأول وتطرح منهجًا للتعامل مع الأخير. ولمّا كان "مصدر" "بعض الديانات" من "صاحب الحكمة المطلقة" فإن الأصل أن تكتسي تلك "الأفكار" طابع "الحكمة" وتدعو إليها. لكن الواقع يشهد أن بعض "أتباع الديانات" يمارسون "الإقصائية" ويرفضون "الآخر" وتطغى عليهم النظرة "الاستعلائية" وفي لحظات التوتر تترجم إلى اعتداءات واحترابات.

فهل "صاحب الحكمة المطلقة" أراد الصراع؟
بالرغم من انتساب بعض "الديانات" إلى "الحكمة المطلقة" لكن الواقع العلمي يرفض "المعادلة أو المساوة" بين تلك "الديانات" أو بين "كُتُبها". على اعتبار أن بعض "الديانات" أصابها التحريف والتغيير بفعل حركة التاريخ وتصرفات الإنسان. وعليه يمكن توصيف أصل الصراعات على أنها تحريف لمعنى "الاختلاف" الذي أراده "صاحب الحكمة المطلقة" إلى معنى "التصارع" وهو نقيض مقصد "التعارف" وتبادل الخبرات ونشر الخيرات.

و"القرآن الكريم "كوعاء فكري" ضرب النماذج فيمن وظّف "التفوق المعرفي" في تعطيل "المقاصد" والإفساد. وذكر سُنّة "الاستبدال" واختيار "نموذج" مغاير لحمل "الأفكار". وتتكرّر دورات "التفوّق" وتبقى المحافظة على رتبة التفوّق ما لم تُخالف "المقاصد" وإلا أتت عليها سُنّة "الاستبدال".

فما نشهده اليوم من تأخّر أتباع "القرآن الكريم" المسلمين وخصوصًا العرب أسبابه متداخلة لكن أهمّها هو عدم وعي قادتهم ومثقفيهم "بمقاصد هذا الوعاء الفكري" والاكتفاء بقراءته في المحافل أو عمل دراسات لا تخرج في معظمها عن "التقليد"، على أن أهم مقاصد هذا "الوعاء الفكري" هو رفض "التقليد" و"القبلية"، والدعوة إلى "العِلم" و"العالمية". فلما عطّل المسلمون/ العرب "مقاصد" "الوعاء الفكري" اكتسحتهم "سُنّة التبديل". لكن يبقى الأمل موجودًا "لمحفوظية هذا الوعاء" لينطلق "المسلمون" إلى "الخيرية" لكل "العالم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق