الجمعة، 18 أبريل 2014

خلْق [الإنسان] والاهتداء إلى [الخالق]

خلْق [الإنسان] والاهتداء إلى [الخالق]

في هذا اليوم نتأمل آيات القرآن الكريم التي تتعلّق بخلْق [الإنسان]:
المجموعة الأولى: 
قال تعالى:
"لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ". البلد: 5. "إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا". الإنسان:2.
المجموعة الثانية:
قال تعالى:
"وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ". البلد: 10. "إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا". الإنسان: 3.
آيات المجموعة الأولى تتحدث عن حالة "التخلّق" لا على حالة السلوك، فقوله: [في كبد] لا علاقة له باضطراب معيشته، أو ضنك أو شدّة فيها، لذا فقد حمل معظم المفسرين لفظ "الإنسان" على الإنسان المشرك الكافر!! مع أن الآية تتحدث عن [النوع الإنساني].
ونجد بعض المفسرين ذهب إلى أن (الكبد) هو انتصاب واعتدال قامة الإنسان.
انظر: الجوزي، عبد الرحمن، زاد المسير في علم التفسير، ط3، بيروت: المكتب الإسلامي، 1404 هـ، ج9، ص129.
وهنا أرى أن معنى الآية أن خلق [النوع الإنسان] فيه معاناة، حيث تعاني الأمّ آلام الحمْل ومخاض الوضْع. وهنا تأتي دلالة (نبتليه) أي نبتلي [جنس الأنثى]. وهذا الوصف لمرحلة التخلّق في عالم الأجنّة. لا عالم الحياة الدنيا.
أما آيات المجموعة الثانية فقوله تعالى: "هديناه النجدين" لا يمكن أن يكون بمعنى هديناهُ الطريقين؛ طريق الخير، وطريق الشر، ذلك لأن "الخالق" تعالى يهدي إلى طريق واحد [السبيل] ولا يهدي إلى طريقيْن متناقضيْن!!
وعليه يكون معنى قوله تعالى: "وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ". هدَيْنا [النوع الإنساني] في مرحلة الطفولة إلى ثديي أمّه. وهذا التفسير أيضًا ورد في الموروث (الحمد لله تعالى) عن ابن عباس رضي الله عنه حيث قيل: "هديناه إلى الثديين: سبيلي اللبن الذي يتغذى به". انظر: المصدر السابق: ج9، ص 132.
لذا فإن من علامات الاهتداء [الاستجابة الذاتية]، فكما أن الطفل يهتدي إلى ثدييْ أمّه، فإنه في مرحلة الوعي يهتدي إلى "خالقه". وهي مثل الاستجابة التي شهد بها على أن [الخالق] هو الرّبّ في عالم الذّرّ.

بوركتم جميعًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق