جدلية
العقل والغيب (1)
تطوّرت
الأدوات المعرفية لدى "الإنسانية" عبر التاريخ، وتراكمت لتكشف لها بعض
حُجب "المجهول" "الغيب النسبي"، لكن ما يزال
"العقل" -وسيبقى كذلك- عاجزًا عن الكشف عن "الغيب المطلق"
بالرغم من الإحساس بآثاره وهو "القوة المطلقة" "الخالق".
وسبب هذا العجز ليس الباعث عليه "الكسل" ولا "الاستسلام" بل هو "التسليم الواعي" بقوة وعظمة "الخالق المطلق"، فالعقل في أعلى مقاماته لن يبلغ شيئًا من أدنى قُرب من "الغيب المطلق".
لذا فقد تنوّعت المدارس عبر التاريخ في تحليل هذا "الغيب المطلق" على اعتبار أنه "قوى ما ورائية" مؤثرة في مسار الحياة والإنسان والكون، فهناك من يرى أنها قوى "متعددة" متخاصمة وهذا برأيهم يُفسّر حالات الصراع بين محوريْ الخير والشر، وبين من يرى أنها قوى "متعدّدة" متعاونة يكمّل بعضها بعضًا وفق اختصاصات ومجالات. لكن لا يخلو هذا التعاون من شائبة التشاحن!!
وقد ظهر في الحضارات تداخل "الغيب المطلق" في الإنسان خاصة على شخص الحاكم، فزعموا أنه "آلهة على شكل بشر"، فنصفه الأول إلهي ونصفه الآخر بشري، وقد برزت فكرة "تجسّد الإله في بشر" كما زعموا في المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام وغيره ممن سبقه. لذا فالعقل الإنساني في محاولاته الحثيثة لاستكشاف "الغيب المطلق" تخبّط في تصوّرات وتجسيدات سطحية. حتى ذهبت مدارس -كردة فعل -إلى اعتبار تلك "القوى الماورائية" محض خيال وأحلام في ذهن أصحابها.
إن رؤية المجتمع العربي "ما قبل القرآن" إلى مسائل "الغيب" -بشكل عام- تقرر إيمانهم بـ "الخالق" والإقرار بـ"الجن" وبـ"الملائكة" ولدى مثقفيهم صورة عن قصص اليهود وبلاد فارس والهند، لكنهم قد تخبّطوا في مفهوم "الإلاهية" و جعلوا بين "الجن" و"الخالق" نسبًا، وادعوا أن "الملائكة" بنات "الخالق". وفسّروا بعض مظاهر الطبيعة بأن لها سببًا في موت أو حياة "مخلوق".
فالمجتمع العربي كغيره من الشعوب لديه رصيد لا بأس به من "الوعي الغيبي" التي يشوبه المغالطات والتناقضات.
يقدّم القرآن الكريم "كوعاء فكري" أفضل تحليل لمظاهر "الغيب المطلق"، فهو يعتبر "الخالق" وما يتعلّق به من "أفعال" أو من "صفات" أو من "أشياء/كالعرش" من دائرة "اللاشيئية". قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). الشورى: ١١.
ويجعل الظواهر الطبيعية خاضعة لسلطة "الخالق" ضمن القوانين والسنن التي أودعها فيها. وحثّ المسلمين لبذل الجهود والطاقات في استكشاف هذه القوانين والانتفاع بها ومشاركة "الآخرين" بخيراتها.
لذا فقد صاغ القرآن الكريم "العقلية العربية المسلمة" على نحو "يُنحّي" "الخالق وما يتعلّق به" عن دائرة [التفكير]، و"ينمّي" القدرات والآليات في دائرة [التعمير].
وأي حضارة تجدها تستغرق في تحليل "الغيب المطلق" وما يتعلّق به، فإن عجلة تقدمّها الحضاري متوقفة، وتشهد تخلفًا عن الركب، وتكثر بين أتباعها المجادلات حتى تصل إلى مرحلة "الصراع"، لتكون القوة هي حاسمة الأمر والتي يسبقها "التكفير" ويلحقها "القتل" أو "التحريق". ولا يخفى على أحد منكم أن تاريخ المسلمين مرّ في هذه المرحلة ..ولا تزال آثارها إلى اليوم.
ومما يوقِف العجلة الحضارية أيضًا توهّم تلاقي "الوعي البشري" بـ"المطلق"، أو بما يُعرف بـ"الوعي الكوني" أو وعي "المطلق اللامتناهي" فيصبح أصحابها يعيشون حالة معقّدة من "الوهم" لا يقبلها إلا من يؤمن بها. وقد مرّ فريق من "الصوفية" في هاته الحالات وما تزال آثارهم إلى اليوم أيضًا.
فالحل هو في فهم "منهجية القرآن الكريم" في التعاطي مع مسألة "الغيب المطلق" وبشكل خاص "الخالق" تعالى وما يتعلق به. وفهم سننه التي بثّها في الكون والعمل على استثمارها ونشرها للعالمين.
وسبب هذا العجز ليس الباعث عليه "الكسل" ولا "الاستسلام" بل هو "التسليم الواعي" بقوة وعظمة "الخالق المطلق"، فالعقل في أعلى مقاماته لن يبلغ شيئًا من أدنى قُرب من "الغيب المطلق".
لذا فقد تنوّعت المدارس عبر التاريخ في تحليل هذا "الغيب المطلق" على اعتبار أنه "قوى ما ورائية" مؤثرة في مسار الحياة والإنسان والكون، فهناك من يرى أنها قوى "متعددة" متخاصمة وهذا برأيهم يُفسّر حالات الصراع بين محوريْ الخير والشر، وبين من يرى أنها قوى "متعدّدة" متعاونة يكمّل بعضها بعضًا وفق اختصاصات ومجالات. لكن لا يخلو هذا التعاون من شائبة التشاحن!!
وقد ظهر في الحضارات تداخل "الغيب المطلق" في الإنسان خاصة على شخص الحاكم، فزعموا أنه "آلهة على شكل بشر"، فنصفه الأول إلهي ونصفه الآخر بشري، وقد برزت فكرة "تجسّد الإله في بشر" كما زعموا في المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام وغيره ممن سبقه. لذا فالعقل الإنساني في محاولاته الحثيثة لاستكشاف "الغيب المطلق" تخبّط في تصوّرات وتجسيدات سطحية. حتى ذهبت مدارس -كردة فعل -إلى اعتبار تلك "القوى الماورائية" محض خيال وأحلام في ذهن أصحابها.
إن رؤية المجتمع العربي "ما قبل القرآن" إلى مسائل "الغيب" -بشكل عام- تقرر إيمانهم بـ "الخالق" والإقرار بـ"الجن" وبـ"الملائكة" ولدى مثقفيهم صورة عن قصص اليهود وبلاد فارس والهند، لكنهم قد تخبّطوا في مفهوم "الإلاهية" و جعلوا بين "الجن" و"الخالق" نسبًا، وادعوا أن "الملائكة" بنات "الخالق". وفسّروا بعض مظاهر الطبيعة بأن لها سببًا في موت أو حياة "مخلوق".
فالمجتمع العربي كغيره من الشعوب لديه رصيد لا بأس به من "الوعي الغيبي" التي يشوبه المغالطات والتناقضات.
يقدّم القرآن الكريم "كوعاء فكري" أفضل تحليل لمظاهر "الغيب المطلق"، فهو يعتبر "الخالق" وما يتعلّق به من "أفعال" أو من "صفات" أو من "أشياء/كالعرش" من دائرة "اللاشيئية". قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). الشورى: ١١.
ويجعل الظواهر الطبيعية خاضعة لسلطة "الخالق" ضمن القوانين والسنن التي أودعها فيها. وحثّ المسلمين لبذل الجهود والطاقات في استكشاف هذه القوانين والانتفاع بها ومشاركة "الآخرين" بخيراتها.
لذا فقد صاغ القرآن الكريم "العقلية العربية المسلمة" على نحو "يُنحّي" "الخالق وما يتعلّق به" عن دائرة [التفكير]، و"ينمّي" القدرات والآليات في دائرة [التعمير].
وأي حضارة تجدها تستغرق في تحليل "الغيب المطلق" وما يتعلّق به، فإن عجلة تقدمّها الحضاري متوقفة، وتشهد تخلفًا عن الركب، وتكثر بين أتباعها المجادلات حتى تصل إلى مرحلة "الصراع"، لتكون القوة هي حاسمة الأمر والتي يسبقها "التكفير" ويلحقها "القتل" أو "التحريق". ولا يخفى على أحد منكم أن تاريخ المسلمين مرّ في هذه المرحلة ..ولا تزال آثارها إلى اليوم.
ومما يوقِف العجلة الحضارية أيضًا توهّم تلاقي "الوعي البشري" بـ"المطلق"، أو بما يُعرف بـ"الوعي الكوني" أو وعي "المطلق اللامتناهي" فيصبح أصحابها يعيشون حالة معقّدة من "الوهم" لا يقبلها إلا من يؤمن بها. وقد مرّ فريق من "الصوفية" في هاته الحالات وما تزال آثارهم إلى اليوم أيضًا.
فالحل هو في فهم "منهجية القرآن الكريم" في التعاطي مع مسألة "الغيب المطلق" وبشكل خاص "الخالق" تعالى وما يتعلق به. وفهم سننه التي بثّها في الكون والعمل على استثمارها ونشرها للعالمين.
بوركتم جميعًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق